السَّلَام لُغَة مُبَاركة، زَيتونيّة المَذَاق والرَّائِحة، ومَن دَخَلَ في السَّلَام، فقَد دَخَلَ في الأَمن والأمَان..!
والسَّلام يَكون في كُلِّ شَيء، بَين الأحبَاب، وبَين الدّول، وبَين الشّعوب، وبَين الزَّوجين، وأحلَى أنوَاع السَّلَام؛ ذَلك الذي يَكون بَين الإنسَان ونَفسه..!
إنَّ السَّلَام فَضيلَة وصنَاعة، ولُغَة مُشتركة، وأبسَط أنوَاع السّلام هو أن تَتبَسَّم فِي وَجه مَن يُلاقيك، وتُسلِّم عَليه، لتَصنع المَحبَّة، وقَد أكَّد ذَلك المُصطَفَى -صَلّى الله عَليه وبَارك-، حِين قَال: (أفلَا أَدلُّكم عَلى شَيءٍ إذَا فَعَلْتُمُوه تَحَابَبْتُم؟ أَفشُوا السَّلَام بَينكم)..!
نَعم، إنَّ السَّلَام فَضيلة وصنَاعة، لذَلك يَقول المَثَل الإنجليزي: (عِندَما يُصنَع السَّلَام؛ يَجب المُحَافظة عَليه مِن أَجل المَصلَحة العَامَّة)..!
ومِن الغَريب أنَّ السَّلَام يَأتي مِن الإحسَاس بالحَرب والخَوف، لذَلك -عِندَما كُنتُ صَغيرًا- كُنتُ إذَا مَررتُ بأولَاد الحَارَات الأشقيَاء، أُسلِّم عَليهم، فيَكون السَّلَام بمَثَابة رِسَالة مَودّة؛ تَحميني مِن الاعتدَاء..!
والسَّلام -فَوق ذَلك- يَأتي بالقوّة أحيَانًا، ويَفرضه الأقوَى، لذَلك يَقول المَثَل اللَّاتِيني: (إذَا أَردتَ السِّلم فاستَعدّ للحَرب)..!
وقَال مُولَر: (مَا عَرفتُ رَوعة السَّلَام؛ إلَّا في أَشَد لَحظات الحَرب ضَرَاوة)..!
إنَّ السَّلَام حَالَة مَع النَّفس ومَع المُجتَمع، وجَديرٌ بِنَا أن نَعيشهما، ونَصنعهما، فمَا أجمَل أنْ يَتصَالح الإنسَان مَع نَفسه ومَع مُجتمعه، ومَع أفكَاره، ومَع الكون الذي يَعيش فِيه..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: يَقول الفَيلسُوف شيلنجر: (السَّلَام رَغبة، والحَرب حَقيقَة).. هَل تَتّفقون مَعه، أم تَختلفون..؟!!!.
عن المدينة