الخيل والليل والبيداء تعرفنا، و هذه رسالتنا لوالدنا!

فروسية2في وطنٍ كوطني ، تركت الشمس ملامحها على جبين أبنائة، ونقشت رماله العطشى قصة كفاحها على أقدامهم التي لطالما قبّلت ” الرمضة” حافية ، لا يمكن أن يمر اليوم الوطني بلا خيل !

أجل ، من رحم هذه البيداء المقفرة نبت الفرسان ليكتبوا التاريخ على طريقتهم ، وبذلوا ما استطاعوا ليرسموا لنا طريقاً معبدة لا لنقف عليها ، بل لنكمل المسيرة !
إن اليوم الوطني والذي تحتفل المملكة العربية السعودية فيه في 23 سبتمبر من كل عام ليس مجرد رقمٍ في رزنامة التقويم ، بل هو قصةٌ يقف التاريخ أمامها طويلاً تقصّ حكاية توحيد المملكة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز والذي أصدر في 17 من جمادى الأولى, 1351هـ مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، واختار يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر, 1932 يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية.
وللخيل قصتها مع أبناء هذه الصحراء ، ولتوحيدها قصته مع الخيل أيضاً ، وإن صهوات الجياد العربية الأصيلة تعرف جيداً فرسان هذا الوطن وتحفظ أطرافه المترامية شبراً شبراً ، وتعرف ملامح فارسها الذي أورث عشقها لأبنائه جيلاً بعد جيل ، لتتحول علاقة الخيل بأبناء المملكة من ملحمةِ التوحيد إلى أسطورة عشق أبدي ، ولعل لوالدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – في ذاكرة كل فردٍ سعودي صورةٌ تجمعه بالخيل والفروسية ، فقد يكون توقف عن ركوب الخيل منذ زمن لكنه لم يتوقف يوماً عن حبه لها ، و رعايته الكريمة للخيل والفروسية ، حتى أصبح رائد الصناعة الفروسية الحديثة في المملكة ، تابعاً نداء قلبه خلف هذه الرياضة العريقة والتي أبت أن تخذله يوماً ، فحملت على صهواتها راية المملكة العربية تجوب بها منصات المحافل الدولية بدعمه الكريم ، وليكون الحلم أجمل كان لحفيده الأمير الفارس عبدالله بن متعب مع زملائه في المنتخب السعودي للفروسية شرف حملها إلى العالمية، و كأنها رسالةٌ مفادها أن هذا العشق الأبدي للخيل والفروسية اشبه بالجينات الوراثية التي يحملها كل فردٍ من أبناء هذه الأرض الطاهرة في تكوينه، أجل نحن أبناء الصحراء ، نحن الخيل والليل والبيداء تعرفنا !
ومن هنا نبعث رسالة من عمق الوسط الفروسي إلى مقام سيدي ووالدي خادم الحرمين الشريفين مفادها : أن الميادين التي كانت تنبت كلما زرتها قد أقفرت ، وأمجاد الفروسية التي عهدتها أصبحت صوراً على جدران الذاكرة ، والخيول التي حملت راية المملكة إلى العالمية لم تعد تقوى صعود المنصات ، و الفروسية السعودية صارت في آخر الركب بعد أن كانت تقوده ، تنظر من حولها فلا تجد أحداً ، و لم تعد تملك سوى أن تتمتم بكلمات عتابٍ تلوم بها فارساً أطال الغياب ، دون أن تجد لجفائه لها أسباب ، و إننا قد لاح لنا في سمائها بارق أمل تمثل في رئيسها الفارس عبدالله بن فهد ،حاملاً معه مفاتيح نجاتها ، فكن بعد الله عوناً له على عونها، إننا نودعك هذه الرسالة و لسان حالنا يقول إن لم تنصفها أنت يامن جاوز عشقك لها حدود السماء فمن قد يُنصفها؟!

عبير الشلال
Twitter: @i3bir1
7