في كل مرة يقع ناد سعودي في مشكلة مع لجنة من لجان الاتحاد الآسيوي، أو تكون الرياضة السعودية في سباق ما مع نظيراتها الآسيويات الأُخر، تتم محاسبة أعضاء الاتحاد القاري السعوديين وفق نتيجة القرار وتنصب لهم المشانق والمحاكم، وتصدّر لهم من كلمات السوء ما لم تحمله المعاجم اللغوية بعد.
يعتقد كثير من جماهير الكرة أن السعوديين الأعضاء في الاتحاد الآسيوي إنما وجدوا هناك من أجل منع أي قرار يصدر ضد أنديتنا، ومن أجل تسهيل مهام الكرة السعودية على بلاط اتحاد القارة أيا كانت هذه المهمة حتى ولو خالفت القانون.
.. ويستمر بعض عشاق الكرة الخضراء في تقريع ممثلي الرياضة السعودية في اللجان الآسيوية بمقارنتهم بين الاعضاء الحاليين، وعبد الله الدبل – رحمه الله – رغم أن الزمن غير الزمن والظرف لا يتشابه، وهي محاولة تستهدف التقليل من الحاليين. ولو طلبت من المقارنين خمس قضايا سعودية خاسرة بمواد القانون حولها الدبل وجيله إلى انتصار سعودي لما وجدوا. ليس انتقاصا لهم، بقدر ما هو إنصاف للرجل ومن جايله حين كانوا يناصرون الرياضة السعودية ظالمة أو مظلومة، مظلومة بمساعدتها على تجاوز الظلم، وظالمة بردها عن الظلم.
ليس من مصلحة كرتنا المحلية تصوير الأعضاء السعوديين في لجان الاتحاد الآسيوي كسفراء ينقلون الرسائل فقط، ويرددون في ردهات اتحاد اللعبة القاري ما تطلبه الجماهير، بل أعتقد أن مهمتهم الحقيقية هي الترويج للوعي الرياضي، وفهم قوانين الاتحاد الآسيوي جيدا، ومساعدة الأندية على تطبيقها والالتزام بها، ومنع المؤسسات الرياضية المحلية من تجاوز الأنظمة، والسعي إلى تكوين بيئة احترافية واعية في أوساط الأندية تنعكس أيضا على الجماهير وكل محبي الكرة.
.. في السنوات الأخيرة لدينا مشكلة تكبر وتتعاظم في الرياضة، هي أن المدرج بات يقود رئيس النادي ويوجهه، ولم يعد أغلب الرؤساء قادرا على تشكيل ذائقة مدرجه ولا تكوين رأي عام بين رواده، فأصبح الرئيس رجلا مطالبا بتحقيق أحلام هؤلاء الناس بالقانون أو غيره، بل إنه سيكون رجلا لا شبيه له إن خالف القانون ونجح، لأن المدرج عندها يستلذ أكثر.. وأكثر بإغاظة الخصوم.
هذا الاتجاه السائد – المشكلة – هو ما تتم به محاسبة الأعضاء السعوديين في الاتحاد الآسيوي. يريدون رجلا يمارس “الهياط” الاجتماعي، يصرخ في وجوه الناس بلا سبب، يرفع عقيرته بالباطل، يروج لشعارات الوطنية في لحظات الانكسار، يهاجم الأطراف الأخرى ليكسب ود المدرج. وعندما يخسر يلقي باللائمة على الآخرين في استهداف للذاتية وجنوح عن الموضوعية.
لو سألت رياضيا: هل تريد أن يكون ممثل الكرة السعودية في لجان الاتحاد القاري هكذا؟ لأجاب: لا. وتسأله: لماذا تهاجمه الآن وكأنك تريد أن يكون كذلك؟ عندها لن يقوى على الإجابة. سيتلعثم.
.. من هنا وبعد أن فقدنا بعض رؤساء الأندية الذين أصبحوا أسارى للمدرج، أرجو ألا نفقد ممثلينا في الاتحاد الآسيوي للسبب ذاته، على ممثلينا أن يقول لا أمام بعض قضايانا الرياضية، عليهم أن يقول بالفم المليان: “هذا النادي خالف القانون ويستحق العقاب”. وسيكون العقلاء فخورين بهم.
مقالة للكاتب بتال القوس عن جريدة الاقتصادية