معظم الهلاليين نبهوا اتحاد كرة القدم إلى أن الهلال فريق سعودي، وأبرز من نبههم قائد الفريق ياسر القحطاني، وفي هذا إشارة إلى أن الاتحاد لم يقدم خدماته إلى الفريق في أهم بطولة يشارك فيها، وهو الذي لا يمثل نفسه، بل يمثل الوطن عموما، هو الوحيد في هذا الوقت.
هل اتحاد القدم تجاهل الهلال فعلا؟ لم يقدم دعمه للذي يقوم بمهمة وطنية؟!
في مراحل سابقة ظل الهلال يعاني هذا الاتحاد (على اختلاف أجهزته الإدارية والفنية) في البطولات الآسيوية تحديدا، المعاناة تتركز في حجم اللاعبين الذين يتم اختيارهم للمنتخب، والتوقيت غير المناسب!
قلما تمر مشاركة للهلال بلا مشكلة، إما تفريغه من أفضل لاعبيه كما حدث ذات مشاركة في مرحلة متقدمة عندما لعب الآسيوية بلا لاعبيه الدوليين، أو رفض تأجيل مبارياته، وبالتالي إرهاقه، قد يغفر للمنتخب هذا التصرف إن كان في نفس التوقيت يلعب في بطولة رسمية، المشكلة إن حرم الفريق (الهلال أو غيره) من لاعبيه بسبب مباراة ودية، أو معسكر ميت لبطولة ميتة كبطولة الخليج!!
ليس بالضرورة أن يحرم من لاعبيه صراحة، قد تحدث الجناية عندما يرهق اللاعبون في معسكر ومباراة وسفر، مشوار طويل إلى لندن يتطلب تغير توقيت النوم بسبب فارق التوقيت، واختلاف الأجواء بحد ذاتها متعبة!
يمكنني هنا طرح سؤال مهم: ما مخرجات المنتخب بعد كل هذه (البهذلة)؟! ستجيبون أنتم بسهولة إن قرأتم سيرة المنتخب في العشر السنوات الأخيرة، وبالذات في عصر المدرب (ريكارد)، أيضا أسأل، هل يستحق كل هذا (الصرف)؟!.. إجاباتكم هي التي ستحدد أخطر قرار يجب أن يتخذ: في هذه المرحلة أيهما الأهم، الأندية أم المنتخب؟!.. بصيغة أخرى: أيهما الذي يخدم الوطن، وبالتالي يجب أن يخدم؟!
أرجو ألا تركزوا في أن الهلال وحده هو المعني في الموضوع، فجميع الأندية التي تمثل خارجيا شريكة في الموضوع، في المشاركة القادمة سيمر النصر بنفس المشكلة، هذه إيماءة لمن سيعترض منهم على ما كتبت!
تعلمون كما أعلم أنه كما يعترض الهلاليون على عدم احترام مشاركتهم الخارجية عندما لم يلب طلبهم بإراحة اللاعبين يوجد من يريد إرهاقهم لكي يفشل الفريق، إدارةالمنتخب تعيش في هذا الصراع، صراع الاستجابة لمطلبين متضادين، خدمة ممثل الوطن، او خدمة المنتخب، الخروج من هذه الأزمة سهل للغاية، الإيعاز إلى المدرب ليعلن أن هذا قراره، ومن سيعترض على قرارا (لوبيز)؟!
طالما أنه المسؤول الأول والأخير، وطالما أنه مستيقظ ورئيس الاتحاد نائم فإن اللوم يصوب إليه وحده، وهو رجل أعجمي لا يسمع ما يجري حوله، وبالتالي لا يأبه به، اما النائم فإن القلم مرفوع عنه حتى يستيقظ، ولن يستيقظ حتى تنتهي فترة ولايته!!
أعود لأطرح سؤالا طرقته في جسد المقال: في هذه المرحلة، أيهما الأهم، الأندية أم المنتخب؟!
مقالة للكاتب خالد المشيطي عن جريدة الرياض