دورة الخليج موروث وجد ليدوم

طارق ابراهيم الفريحمما لا شك فيه أن بطولة دول الخليج العربي لكرة القدم أحدث نقلة نوعية في تاريخ الخليج ولها فضل كبير على تطور الحركة الرياضية في المنطقة على كافة الأصعدة.. فقد أسهمت في تشيد المنشات الرياضية وتطويرها وإكساب شباب المنطقة الخبرات التنظيمية والإعلامية وصنعت لنا الأجيال الرياضية وأعطت أجواء جميلة منذ انطلاقتها.. ورغم أن البطولة لم تأخذ ذلك البعد التسويقي والاقتصادي والاحترافي إلا أنها أخذت اهتمام شعبي وإعلامي وحملت الكثير من الإثارة والذكريات.. فأصبحت بمثابة الحدث الذي ينتظره الجميع والموروث الذي لا يستطيع أحد التفريط به والنكهة الخاصة التي لا يتذوقها إلا أبناء الخليج.

ومع مرور الوقت وتغير الكثير من المفاهيم وانفتاح دول المنطقة أكثر على العالم ودخول أولويات على أجندة منتخبات المنطقة.. وفي ظل عدم وضوح الرؤية حول مستقبل الدورة وغياب الإشراف الحقيقي والمقنن والجدولة.. فالأمور تسير بلجان واجتهادات وبعفوية ومجاملات ويبدؤ أنها ستستمر كذلك مما أوجد عدم التزام بمستوى المشاركة ..حدث معها الكثير من الانقسامات وبعض من الانسحابات وخلفت نوع من المشاكل والحساسية.. من هنا نجد الاهتمام بهذه البطولة أخذ اتجاه آخر تغيرت معها الكثير من الركائز التي كانت تحسب للبطولة.

إن شعوب المنطقة متمسكة ببطولتها التي تجمعهم وحملت لهم الكثير من الذكريات ولها فضل كبير في تطور الرياضة بالمنطقة ويتمنون بقاءها لتستمر في الدور الذي تلعبه وفي نفس الوقت ينتظرون تطويرها.. لذلك فهي تحتاج إلى إعادة هيكلة على المستوى الرسمي والعمل على إنشاء اتحاد خليجي مستقل لكرة القدم ومقر له وتعين رئيس له وتحته مجموعة من اللجان والهيئات والعمل على وضع لوائح وضوابط وحوافز.. كما تحتاج أيضاً إلى دعم رسمي ومساندة عامة لرفع مكانة وأهمية البطولة بمستوى يتناسب وتطلعات أبناء المنطقة كالرفع من قيمة جوائزها والتنسيق مع جهات أخرى كالإتحاد الأسيوي ليتأهل مثلاً الأول والثاني من كل مجموعة إلي نهائيات أمم آسيا مباشرة بمجموع أربع فرق خليجية.. أو تنسيق أعلى مع الاتحاد الدولي الفيفا لتصنيفها والاعتراف بها.. أنها دعوة للتطوير وطرح الأفكار لذلك نحتاج للعمل بمنهجية وبمنظور احترافي لنضمن استمرار البطولة ولتسير نحو مستويات أعلى.. وأن لا تكون منعطف في تاريخ المنطقة بل هي كما يراها أبناء المنطقة وجدت لتدوم.

تويتر TariqAlFraih@

6