القنوات الرياضية السعودية كانت تملك كل شيء وتفقد كل شيء، كانت تملك النقل الحصري والمراسلين الموجودين في الملاعب ولا ينافسهم أحد. لهم المساحات وكامل التغطيات. عندهم كل المباريات والمنافسات. لديهم الأستديوهات. كان بإمكانهم التحرك في كل المدرجات وفي مختلف الزوايا والطرقات.
يعني باختصار كانت المنافسات السعودية الكبري ملعبهم. إلا أنهم لا يجيدون اللعب وهذه هي كل الحكاية.
حاولوا أن يرضوا كل الأندية ولم يكسبوا أحدا. عزفوا على وتر الوطنية وفوجئوا أن الكل كان يتمنى أن تذهب إلى غيرهم. أبعدوا المميزين. بحثوا عن الضيوف المجّانيين. أغفلوا أو تغافلوا عن لعبة الإعلام الإثارة، وتركوا الملعب لغيرهم. لهذا تراجعوا إلى آخر الطابور في ساحة المنافسة والمتابعة.
الآن ذهب الدوري لمجموعة “mbc”، وتبقى القنوات السعودية متفرجة وقد تكون حصتها “الفتات” من المباريات أو الصغرى من المسابقات.
عندما تملك كل شيء وتفقد كل شيء، فأنت بالطبع لا تستحق أي شيء، ولهذا ذهب الدوري وذهب معه قيمة أن يكون دوري الوطن على قناة الوطن.
قبل ألا أنسى، تذكرت تصريحا للدكتور الخلوق محمد باريان، عند استلامه إدارة القنوات الرياضية قال فيه: “بعد ستة أشهر ستنافس قنوات الجزيرة وأبوظبي ودبي. انتهت ستة أشهر وجاءت بعدها شهور وسنوات، وانطباع الجمهور عن القناة لم يتغير، وهي أيضا لم تتغير، بل عادت خطوات إلى الوراء، ولهذا تلقت الضربة الأخيرة التي ستحليها إلى التقاعد بعد أن فقدت أهم منتج يمكن أن تقدمه أو يبقيها في أذهان المشاهدين، وقبل أن تسأل عن السبب “فتش عن المهنية”.
فواصل
ـ من حق بقية القنوات الأخرى أن تتساءل: مع من تفاوضت مجموعة “mbc” للحصول على حقوق النقل. الكل يقول لا أعرف. هل يوضح الأمير عبدالله بن مساعد هذا اللغز؟. ننتظر ومعي الكثير كذلك ينتظرون.
ـ اقترب الموسم من بدايته والأهلاويون ينتظرون لاعبهم الرابع. لغز آخر من يفك طلاسمه؟
مقالة للكاتب حسن عبدالقادر عن جريدة الوطن