هناك كمية تعصب في الوسط الرياضي، وهناك تجاوزات غير مسبوقة، وهناك ممارسات مخجلة، وهناك مشاحنات ومناكفات، ودائماً نسمع جملة يتم ترديدها وهي (الإعلام الرياضي والإعلاميين هما السبب في ذلك)، ولكن الحقيقة غير ذلك تماماً.
من الظلم تحميل الإعلام الرياضي والإعلاميين المسؤولية، ومن الظلم تحويلهم إلى شماعة لتعليق كل المشاكل وكل الفوضى وكل التعصب عليها، فالإعلام والإعلاميون مرآة تعكس ما يحدث داخل الوسط بشكل أو بآخر.
لا يستطيع الإعلام والإعلاميون أن يجبرا رئيس ناد أو إداريا أو لاعبا أو مدربا، للحديث بسوء عن أحد أو بمهاجمة أحد، فالإعلام ناقل وليس محرضا، ولكن هناك من يحاول أن يلبسه ثوب (مفتعل المشاكل) لصرف النظر عن الشرارة الحقيقية والسبب الرئيسي في كل ما يحدث.
أنا هنا لا أصور الإعلام على أنه ملاك وعلى أنه بريء مما يحدث، ولكنه جزء يسير من المشكلة وليس كل المشكلة، ولكنني ضد قلب المعادلة وتغيير أطرافها، والمضي بالترويج للطرف غير الرئيسي على أنه هو الفاعل والجاني وهو السبب الأول في المشكلة.
حينما نريد حل مشكلة أي مشكلة كانت، يجب علينا أن نوضح الخلل بوضوح، وأن لا نخدع أنفسنا والجمهور ونقدم كبش فداء، هنا ستبقى المشكلة قائمة ولن نجد لها حلا، لأن الطرف الرئيسي خارج دائرة الاتهام والتقويم.
لن أذيع سراً أن هناك الكثير من المسؤولين في الوسط الرياضي، وعلى مختلف مناصبهم ومختلف مسؤولياتهم، سواء كانوا في أندية أم في اتحادات رياضية أم في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، هم من يروجوا المشكلة وأسرارها للإعلام والإعلاميين، شرط أن يبقوا هم في الظل.
وحينما تخرج المشكلة على السطح ويتم تداولها هنا وهناك، وتصبح حديث الشارع الرياضي، يخرج ذلك المسؤول بثوب الحياد وثوب الناقد على الإعلام والإعلاميين، وهو يأتي على طريقة المثل المصري الشهير (يقتل القتيل ويمشي في جنازته).
نسيت أن أخبركم، الإعلام هو ناقل وهو سلطة رابعة، وهو مرآة تعكس ما يحدث، يجب أن لا نصوره على أنه سبب لمشاكلنا وأنه سبب تراجع رياضتنا، ونترك المتهم الحقيقي حراً طليقاً خارج دائرة الاتهام والعقاب.. وسلامتكم.
عن الرياضي