نهائي التانجو والمنشافت لم يخرج عن التوقعات. المنتخبان أيضا كانا من ضمن الترشيحات التي سبقت البطولة لأنهما يحملان (جينات) الفريق البطل واسمهما مسجل في لوحة الشرف كونهما تحصلا عليه من قبل.
النهائي الأرجنتيني الألماني هو تصديق لما سبق ونشرته في هذه الزاوية من حديث لدكتور الفلسفة داخل الحارثي والذي يرى أن بطولات كأس العالم لم تخلق لمنتخب لا يحمل صفة وسمة خاصة به. وهذا ما تحقق وتأكد. لأن ألمانيا والأرجنتين مدارس كروية مستقلة تلعب بمفهومها الخاص لكرة القدم ولا تقلد أحد.
في نهائي الأحد ميسي يريد أن يكتب سطرا جديدا في مسيرته كلاعب، وهو السطر الأهم في تاريخه ومسيرته مع منتخب بلاده بعد أن حقق كل شيء مع ناديه برشلونة ولا ينقصه إلا لقب بقيمة كأس العالم مع منتخب بلاده ليخرج من الضغوط التى تحاصره منذ سنوات من قبل جماهير وإعلام بلاده، أن قدمه لا تتحرك إلا باتجاه المال. ويقصدون بذلك أنه لا يقدم نفس المستوى الذي يقدمه مع ناديه عندما يلعب للمنتخب.
الطرف الآخر في النهائي ألمانيا أو الماكينات كما يطلق عليهم. وصل بعد لطّخ تاريخ المنتخب البرازيلي ووضع نقطة سوداء في مسيرة “السامبا”، وستبقى وصمة عار وذل كما وصفتها الصحافة البرازيلية. لأن المنافس الألماني وجد أمامه كل الطرق لإعادة كتابة تاريخ المنافسة ووجد خصما هشا ضعيفا ميتا فنيا. لذلك لم يرحمه ولم توقفه دموع مشجعيه في المدرجات وهذا هو (شغل) المكائن التي ليس لديها جوانب إنسانية أو عاطفية.
نهائي الأحد أوجد نوعا من المعادلة بين كرة أميركا الجنوبية وأوروبا وحفظ كل منتخب ماء الوجه للقارة التي ينتمي لها. بعد أن تساقط كبارها والمرشحين منها منذ الأدوار المبكرة وخاصة الأوروبي الذي كتب فيه هذا المونديال نهاية جيل للمنتخبين الإيطالي والإسباني. والبرازيلي كذلك لأن جماهيره لا تريد للاعبي العار كما وصفتهم بأن يرتدوا شعار المنتخب مرة أخرى.
في النهائي، كل العيون تراقب ميسي ماذا سيفعل وبأي طريقة سيوقف المكائن. ونفس الوقت هم يعرفون أن مكائن ألمانيا إن تحركت لا يوقفها أحد.
فاصلة
ـ الألمان جميعا يخشون ميسي والأرجنتينيون يخشون منتخبا متكاملا. فهل يعيد ميسي القيمة للاعب (السوبرمان) الذي يحقق كل شيء بمفرده كما فعل مارادونا في مونديال المكسيك.
مقالة للكاتب حسن عبدالقادر عن جريدة الوطن