– كانت كرة القدم ـ كعادتها ـ قاسية على أحلام البسطاء في كأس العالم الحالية.
– منتخبات كالجزائر وتشيلي وكولومبيا وأخيرا كوستاريكا كانت تستحق أن تصل إلى أبعد مما وصلت إليه في المونديال الحالي، ولكن الساحرة المستديرة لم تعترف إلا بالكبار في مونديال البرازيل.
– المربع الذهبي لكأس العالم جمع أضلاعه: البرازيل وألمانيا وهولندا والأرجنتين، في مواجهات مرتقبة ومثيرة لا يمكن التنبؤ بنتيجتها.
– مباراة البرازيل وألمانيا.. ربما تميل فيها الكفة إلى الماكينات الألمانية، بالرغم من أن البرازيل تلعب على أرضها وبين جماهيرها، ولكن فقدان منتخب السامبا لأهم ورقتين في صفوفه تتمثل في نجمه الأول “نيمار” بسبب الإصابة، وغياب الكابتن “تياجو سيلفا” بسبب الإيقاف، سيضعف من حظوظ السليساو في تجاوز عقبة المانشافت، خاصة وأن أصحاب الأرض لم يظهروا بأدائهم المعروف طيلة مباريات البطولة، وواجهوا صعوبات كبيرة في الوصول إلى هذا الدور.
– ولكن.. ربما يصح مثل هذا الكلام على أي منتخب آخر إلا البرازيل.. نحن نتحدث عن سحرة كرة القدم، وعن بلاد أنجبت بيليه وزيكو والفيلسوف سقراط ورونالدو وريفالدو وغيرهم كثير من الأساطير؛ ولهذا فإنه لن يكون مفاجئا على الإطلاق إن خرج من رحم المعاناة البرازيلية الحالية نجم يقلب كل الموازين، فكرة القدم البرازيلية ولاّدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
– أما في مواجهة هولندا والأرجنيتن فإن الكفتين متساويتين.. هنا “روبن” وهناك “ميسي” القادران على صناعة المجد وكتابة التاريخ من جديد.
– منذ مونديال إيطاليا 1990 “أي قبل 24 عاما” لم تصل الأرجنتين إلى هذا الدور المتقدم في كأس العالم.. ولكنها فعلت ذلك الآن بوجود “ميسي” ومن يدري فربما يصنع لها هذا القصير المكير تاريخا يضاهي تاريخ “دييجو مارادونا”، ويعيد ذكريات مونديال المكسيك 1986.
ـ منتخب هولندا هو الوحيد من بين المنتخبات الأربعة المتأهلة لهذا الدور، الذي لم يسبق له تحقيق كأس العالم بالرغم من تأهله لثلاث مباريات نهائية، لكنه كان يخفق دائما في اللحظة الأخيرة.. فهل يكسر هذا النحس في هذا المونديال أم يؤكده؟!
– ختاما: نهائي المونديال الماضي في جنوب أفريقيا 2010 كان “أوربيا” خالصا بمواجهة إسبانيا وهولندا، وقبله نهائي مونديال ألمانيا 2006 كان “أوروبيا” خالصا أيضاً بين إيطاليا وفرنسا.. فهل يكرر الأوروبيون سيطرتهم على المباريات النهائية لكأس العالم للمونديال الثالث على التوالي؟! أم أن نهائي هذا المونديال سيكون “لاتينيا” خالصا إذ تتأهل له البرازيل والأرجنتين؟! وحينها سيكون هذا هو أول مونديال يحدث به هذا الأمر منذ 64 عاما، إذ إن آخر نهائي لكأس العالم جمع منتخبين من قارة أميركا الجنوبية كان نهائي 1950 بين الأوروجواي والبرازيل.
وللعلم فإن البرازيل وقتها كانت تستضيف ذلك المونديال أيضا، كما يحدث الآن!، فهل يعيد التاريخ نفسه كما فعلت الجغرافيا؟!
مقالة للكاتب سالم الشهري عن جريدة الوطن