عبدالقادر يكتب: مونديالات النطح والعض

تحتفظ ذاكرة كؤوس العالم بالسلبيات أكثر من الإيجابيات ويدور حولها الحديث وتبقى مادة دسمة للجماهير والإعلام. في مونديال ألمانيا كانت (نطحة زيدان) حديث العالم، أفردت لها الصفحات وكانت مثار السخرية والانتقادات ووصل بها الأمر لأن عملت لها مجسمات.

وفي مونديال البرازيل حضرت (عضة سواريز) التي انتشرت بعد حدوثها بثوان لتغطي على نتيجة اللقاء وخروج الطليان من المونديال، بل إن الصحافة الإنجليزية جعلتها مادة رئيسة حضر معها أخصائيون نفسون لتحليل الواقعة ومعرفة السلوك العدواني للاعب العضاض الذي كررها للمرة الثالثة بعد حادثين مشابهين في الدوري الإنجليزي. مع أن حادثة سواريز كانت تتزامن مع خروج المنتخب الإنجليزي الذي اقترب من عامه الـ50 دون أن يحقق أي لقب.

في كؤوس العالم حكايات ونجوم وأهداف ونتائج غير متوقعة كلها تذهب، وتبقى مجرد أرقام فيما تخلد (نطحة وعضة)، هكذا هم البشر يتسابقون على نشر السيئ والاحتفاء به ويتجاهلوا الإيجابي. ومن إيجابيات المونديال الحالي أن كرة القدم بدأت في التكريس لمفهوم جديد هو أن الأسماء الكبيرة والمنتخبات التي تلعب بورقة التاريخ سيبقى مكانها التاريخ. إنجلترا التي ينتمي لها أول إنسان ركل الكرة تغادر من الدور الأول، وإيطاليا التي كانت تفاخر بأن الوصول إلى مرمى حراسها أصعب من تجاوز حقل ألغام أصبحت ممرا للعابرين، وإسبانيا التي قدمت كرة القدم في المواسم العشر الأخيرة وكأنها قطعة حلوى يسهل تذوقها تودع مع المودعين بعد أن (شاخ) من يصنعون هذه الحلوى.

مونديال البرازيل يثبت للمرة الألف أن المنتخب الذي لا يمتلك من يصنع الفارق سيعود للمدرج، أو يكمل باقي البطولة من منزله. ولهذا ستبقى الترشيحات معلقة بأقدام ميسي ونيمار وروبن وبنزيمة. وإن حدث غير ذلك سنردد مع من سبقونا أن هذه هي أحوال المجنونة وعلينا تقبلها بكل حالاتها.

ـ فاصلة

سينتهي صخب المونديال، وسنعود للسؤال المحلي المحير والعجيب. من وضع أيام جدول الدوري؟ ومن الذي جعل ناديي الأهلي والنصر يلعبان في أيام العمل وخارج أيام الإجازات؟.

مقالة للكاتب حسن عبدالقادر عن جريدة الوطن

6