بالتأكيد هي ليست بلاد عربية , فلا تضيع وقتك بالتفكير هنا او هناك , والأكيد انها ليست إنجلترا او إيطاليا او اسبانيا او الأرجنتين، ولن اطيل عليكم لأقول انها البلاد التي حصدت خمسة القاب كأس عالم، اننا نتحدث هنا عن اتحاد كرة قدم لم يستخدم في تاريخه سوى 10 مدربين فقط وهو الاتحاد الألماني.
18 عاماً المنتخب بدون مدرب !
البداية العجيبة للاتحاد الألماني كانت منذ 1908 وحتى 1926 وهي الفترة التي كانت المنتخب الألماني يلعب دون مدرب , وذلك بواسطة لجنة تختار اللاعبين ويتولى قائدهم توجيههم داخل الملعب , استمروا على هذه الحال 18 عاماً وكانت الخسائر ( 30 ) تفوق الانتصارات ( 16) , حتى تم تعيين اول مدرب للمنتخب الألماني عام 1926 وهو السيد اوتو نيرز الذي تكفل بتخفيض نسبة الخسائر الى ( 18 ) ورفع رقم الانتصارات الى ( 42 ).
منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا والاتحاد الألماني يتوارث طريقة تعيين المدرب حيث انهم لم يختاروا سوى عشرة مدربين , سبعة منهم كانوا لاعبين سابقين ولم يحقق الانجازات منهم الا خمسة فقط , اما البقية فلم يوفقوا لكنهم رغم ذلك استمروا في مناصبهم واخذوا الفرصة كاملة الى ان يحين وقت التغيير.
ماذا حقق العشرة مدربين ؟
المدربون العشرة قادوا المنتخب الألماني في 883 مباراة وانتصروا في 513 مباراة وتعادلوا في 178 مباراة ولم يخسروا الا 192 مباراة، لكن نتيجة كل تلك الأرقام هي الفوز بكأس العالم ثلاث مرات , والمركز الثاني اربع مرات والثالث اربع مرات والرابع مرةً واحده، اضافةً للقب بطولة امم أوروبا ثلاث مرات والمركز الثاني فيها ثلاث مرات ايضاً.
مشروع اختيار مدرب للمنتخب
كل امرٍ داخل أروقة الإتحاد الألماني فيما يخص اختيار المدرب يتم وفق خطوات مدروسة , ولعلي اتخيل انها الخطوات المدروسة الوحيدة التي عرفتها في عالم كرة القدم , ومنها ان من يتولى الدفة الفنية للمنتخب الألماني يجب ان يكون لاعباً سابقاً او مساعداً لمدربٍ سابق , واصبح التركيز على هذه النقطة مؤخراً بعد اختيار كلينزمان ومن بعده مساعده يواكيم لوف.
من يتحمل الخسارة في المانيا ؟
هذا الإرث الألماني الذي يتمسك به اتحاد كرة القدم , هو كالقطعة القديمة التي مضى عليها عشرات السنين فلا تستطيع ان تجد مثلها الآن , او تشتري مثلها فالذي يشتري قطعة قديمة في وقتنا الحالي لن يتأثر كثيرا ان ضاعت او انكسرت لأن لديه المال ليستبدلها , فقط عليك ان تتساءل لماذا اضعت ارثك ولم تحافظ عليه.
مالايتضح للجميع ويدخل حيز التوقع والتخمين هو ذلك الذي يقف دائماً في وجه مدفع خسارة المنتخب ويتحمل كل تلك الأعباء , هل هو الاتحاد الألماني ؟ ام انهم اللاعبون ؟
الأكيد انه ليس المدرب لأنه الوحيد في العالم الذي لايخشى الإقالة ولايريد الاستقالة.
مقالة للكاتب عبدالعزيز السلوم عن جريدة الحياة