على الأرجنتين أن تخون ذاكرتها قليلا، تخون؛ لأن مارادونا لا يتكرر، وقليلا؛ لأن كرة القدم تظل محتاجة لقائد ملهم، موهوب وحالم ومستعد، الأمر الذي تُلبس البرازيل قلادته عنق نيمار، على الأرجنتين ألا تقلد، بينما البرازيل مجبرة على التقليد!.
الأرجنتين نقيض البرازيل، وعلى إيطاليا أن تكون نقيضا للأرجنتين، ألا تخون ذاكرتها أبدا، لا تخون؛ لأن مستقبلها لا يبشر بخير، وأبدا؛ لأن الإيطالي جندي مدافع عبر التاريخ، وفي المرات القليلة التي سمحت فيها الظروف بتغيير قوانين الحروب، هاجم فلم يكسب شيئا!. وعلى فرنسا أن تتذكر ديكارت أكثر من تذكرها زيدان، بينما على الإنجليز تذكر حارسهم جوردن بانكس أكثر من تذكرهم نيوتن!.
إنجلترا تسقط “سهوا” ودائما بسبب حارسها!
الألمان وحدهم عليهم أن يبقوا ألمانا، بينما ليس على الهولنديين عمل أشياء ذات قيمة؛ لأنهم حين عملوا كل الأشياء الجديرة بالاحترام، خرجوا بحسرتهم أيضا، بلجيكا لا تنقصها المواهب، والأوروجواي لا تنقصها الهمة، والبرتغال لا تنقصها الرغبة، وعلى كل من الثلاثة أخذ ما لا ينقص المنتخبين الآخَرَين!.
وما الذي على الإسبان عمله؟ تزوير شهادة ميلاد أنييستا، وحثه على تصديق أن العمر لم يتقدم أربع سنوات منذ آخر ظهور له في كأس العالم!.
مقالة للكاتب فهد عافت عن جريدة الوطن