علي حمدان يكتب عن عوائد نقل الدوري السعودي

لا شك أن قنوات بي إن سبورت الناقلة لمونديال البرازيل تقدم عملا جبارا احترافيا يجعل متعة المونديال متعتين، فإضافة للمتعة الفنية لأداء المنتخبات المشاركة فإن المتعة الفنية للنقل التلفزيوني وما يصاحبه من حوارات وتحليلات ومتابعات وبرامج على مدار اليوم يجعل الشخص يعيش وكأنه في شاطئ الكوبكابانا في الريو.

متعة وإبداع في التصوير والإخراج واحترافية في التحليل والتقييم الفني وخطة علمية وعملية مرسومة بأهداف واضحة وبرامج، كل منها يكمل العقد الفريد لهذه المنظومة المحترفة العملاقة، متسلحين بالعلم والتخصص والخبرات في مجال الإعلام، وليس كما هو الحال في بعض القنوات الأخرى التي تقدم برامج بلا أهداف محددة وكل برنامج ملك شخصي لصاحبه يعبث به كيفما يشاء، ويستضيف من يشاء، حتى وإن كان هذا الضيف ممنوعا من برامج أخرى في نفس القناة، بل دون خطة إعداد مكتوبة أو خطة تقديم مرسومة توصل للأهداف العامة للقناة وليس للبرنامج فقط أو لغايات وأهداف مقدمه!.

ولذلك عندما تدفع لشراء “الرسيفر” الخاص بالقناة فإنك تدفع وأنت مرتاح البال، حتى وإن كانت قيمته المادية مرتفعة جدا، ولكن ما يقدم، سواء في كأس العالم أو دوري أبطال آسيا أو البطولات الأخرى، يوازي المبلغ المدفوع، وبالتالي هذه هي صناعة كرة القدم الحقيقية.

في الدوري السعودي، للأسف لا يزال الوضع غامضا وحتى الآن لم يصدر شيء رسمي بخصوص الناقل التلفزيوني لدوري جميل للموسم المقبل، وأنا شخصيا لا يعنيني من سينقل، بقدر ما يهمني أمران لا ثالث لهما، وهما أن تكون جودة النقل مساوية لما نشاهده اليوم في المونديال (تصوير، تحليل، متابعات، برامج) من جانب، ومن جانب آخر أن يرتفع عائد النقل التلفزيوني إلى مبالغ تستحقها الأندية وكرة القدم السعودية ودوري جميل المشوق وقيمة الدوري السعودي الحالية في السوق.

ولذلك فإن الغموض الحاصل الآن في عدم حسم موضوع القناة الناقلة بشكل نهائي وهي على ما يبدو ومن خلال تصاريح المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون تؤكد أن القنوات الرياضية السعودية هي من سينقل ولن تكون هناك مزايدة علنية وفق ضوابط تضعها الهيئة يلتزم بها من يفوز بحقوق نقل الدوري السعودي.

إن إجبار رابطة دوري المحترفين السعودي على قبول النقل التلفزيوني من قبل القنوات الرياضية السعودية يعد تدخلا حكوميا في لعبة كرة القدم قد يضر بالاتحاد السعودي لو اشتكت الأندية من ضعف عوائد النقل، رغم إمكانية إيجاد أسعار أفضل وأعلى، وبالتالي فإن الفيفا لن يسمح بمثل هذا التدخل وسوف يعاقب اتحاد القدم إما بالتعليق أو الإيقاف.

أرجو أن يكون هذا الكلام واضحا جدا للمسؤولين في هيئة الإذاعة والتلفزيون وألا يضعوا الاندية والرابطة والاتحاد في مواقف تجعلها تتخذ القرار بالشكوى إلى الفيفا، الأمر الذي قد يعقد المسألة!

أعتقد أن أي ناقل أجنبي سوف يلتزم بالأنظمة واللوائح والعادات والتقاليد للبلد حسب نصوص العقد المبرم ولكنه سيقدم لي خدمة راقية جدا تقدم كرة القدم السعودية بشكل أفضل على المستويين القاري والدولي.

مقالة للكاتب علي حمدان عن جريدة عكاظ

9