ستحوذ خبر اقالة المدرب الوطني سامي الجابر من تدريب فريق الهلال على حيز كبير من الاهتمام الاعلامي في القنوات الرياضية والفضائية والبرامج الرياضية الاذاعية خصوصا المباشرة منها ووسائل الاعلام الاخرى ومواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات والواتس اب والشارع الرياضي بمختلف انتماءاته بين مؤيد ومعارض وبين من يغرد ويطقطق على سامي او الادارة الهلالية،
– واعضاء شرف الهلال وانتشرت التعليقات الساخرة والصور التي تثير الضحك والاستهزاء باستخدام تقنيات الفوتوشوب ومقاطع الفيديو المركبة للنيل من سامي الجابر تارة ومن الادارة الهلالية تارة اخرى، مما يعكس واقعنا الرياضي الذي وصل لادنى مستويات التفكير وتداول مثل هذه الامور بعيدا عن الواقعية والنقد الهادف لاسيما وان الهلال ناد كبير وسامي الجابر ابن هذا الوطن فهما لا يستحقان كل هذه الاساءات الخارجة عن حدود الادب، وكنت اتمنى ان يكون تناوله بموضوعية ومهنية واحترافية.
– من وجهة نظري الشخصية ارى ان الادارة الهلالية اخطأت مرتين الاولى عندما تعاقدت مع سامي الجابر كمدرب للفريق وهو لا يملك خبرة تدريبية والثانية عندما أقالت سامي الجابر بعد اكتسابه للخبرة، بدليل تحسن مستوى الفريق في المباريات الاخيرة من دوري جميل ودوري ابطال اسيا وهذا هو قمة التناقض من الادارة الهلالية، وهو الامر الذي أثار غضب الجمهور الهلالي المتعاطف مع سامي الجابر لانه من وجهة نظرهم يستحق منحه فرصة في استمراره كمدرب للفريق حتى نهاية عقده.
اما الرأي الاخر يرى ان الادارة الهلالية وفرت لسامي الجابر كل الامكانات والدعم اللوجستي من مساعدين وتعاقدات مع النجوم المحليين والاجانب بشكل لم يوفر لاي مدرب درب الهلال، ومع ذلك اخفق في تحقيق اية بطولة الا انه نجح الى حد كبير في الوصول بالفريق الى دور الثمانية من دوري ابطال اسيا وهذا هو الاهم للادارة الهلالية والجمهور الهلالي كما صرح رئيس النادي الامير عبدالرحمن بن مساعد قبل بداية الموسم.
– الجمهور الهلالي تعود من فريقه الفوز ولو ببطولة واحدة على اقل تقدير وهو في اسوأ حالاته، ولكن هذا الامر لم يحدث مع سامي الجابر الذي اكتفى بالوصافة في مسابقة كأس ولي العهد ودوري جميل خلف النصر في الوقت الذي لم يغضب جمهور الهلال في الموسم الماضي عندما حقق الفتح بطولة دوري زين للمحترفين بحكم التنافس الكبير بين الهلال والنصر لاسيما وان النصر حقق بطولتين من امام الهلال، مما اثار غضب الجمهور الهلالي، واعجبني تصريح سامي الجابر على خلفية اقالته من تدريب الهلال ويدل على احترافيته واحترامه لقرار الادارة الهلالية، ولم يصدر منه اية كلمة مسيئة ضد ادارة ناديه خصوصا ان مدربين كثر تمت اقالتهم في دوري جميل وهو ليس بأفضل منهم، كما اعجبني البيان الذي اصدره الامير احمد بن سلطان الذي كان متزنا وشفافا وثمن دور اعضاء شرف النادي وادارة النادي في اتخاذ القرار الذي يصب في مصلحة النادي، ويظل سامي الجابر ابن النادي المخلص وخدم النادي كلاعب واداري ومدرب.
– اتمنى الا نخسر سامي الجابر كمدرب وطني فهو مشروع مدرب ناجح، ويمكن له ان يحقق النجاحات المطلوبة في القادم من الايام سواء مع الاندية السعودية اوالخليجية او الاجنبية ولا يتجه الى القنوات الفضائية للعمل كمحلل في استديوهات التحليل، كما يفعل معظم النجوم المعتزلين والمدربين كوسيلة من وسائل الربح المادي السريع، دون وجع رأس وبعيد عن الانتقادات من وسائل الاعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي والشارع الرياضي واتمنى ان اشاهده مدربا في المستقبل القريب؛ لانه يعشق التحدي والصعاب وانا على ثقة كبيرة انه استفاد كثيرا من تجربته الاولى كمدرب للهلال وسيعمل من اجل تطوير نفسه واثبات وجوده كمدرب وطني وليس غريبا ان يكون مدربا لمنتخبنا الوطني الاول خلفا للاسباني لوبيز الذي اصبح بقدرة قادر مدربا، وهو الذي تعاقد معه الاتحاد السعودي لكرة القدم كخبير كروي خصوصا بعد ظهور الاخضر بمستوى واداء ضعيف وخسر بنتائج ثقيلة امام منتخبين مغمورين هما مولدوفا وجورجيا، وظهر كأنه يدرب الاخضر لاول مرة بتشكيلته العجيبة وطريقته الغريبة، وتغيير مراكز اللاعبين.
والجابر يملك شخصية كاريزمية عجيبة لا توجد عند الكثير من المدربين، وما قيل ويقال ضد سامي الجابر ليس الا احقاد وترسبات قديمة تصاد في الماء العكر وتترصد لاخطائه ويمارسون دور البطولة بينما البطل الحقيقي هو سامي الجابر والشغل الشاغل للمهايطين وممن يقبعون في الظلام ويرون الاشياء بنظارة سوداء ونظرة سوداوية.
مقالة للكاتب عبدالعزيز بخاري عن جريدة اليوم