نقشبندي يكتب عن: الاستدامة ورمز الأهلي

Sustainability وهي الكلمة الإنجليزية التي تترجم بالاستدامة وتعريفها كما جاء على موقع ويكيبيديا يتلخص في التالي: هي مصطلح بيئي يصف كيف تبقى النظم الحيوية متنوعة ومنتجة مع مرور الوقت. والاستدامة بالنسبة للبشر هي القدرة على حفظ نوعية الحياة التي نعيشها على المدى الطويل وهذا بدوره يعتمد على حفظ العالم الطبيعي والاستخدام المسؤول للموارد الطبيعية، يعتمد الإطار الفلسفي والتحليلي للاستدامة على روابط مع العديد من التخصصات والمجالات المختلفة. في السنوات الأخيرة ظهر مجال جديد عرف بعلوم الاستدامة وحاليا، علم الاستدامة ليس حقلا معرفيا مستقلا بحد ذاته ويميل إلى كونه مجالا لحل مشكلة قائمة وموجها باتجاه إيجاد مجال يساعد على اتخاذ القرارات المتعلقة بحل هذه المشكلة.

أما علاقة التعريف أعلاه عن الاستدامة وموضوع كتابتي اليوم فهو نتاج متابعة حثيثة من قبلي قرابة الشهر لأحد أهم القرارات في الرياضة السعودية عامة والنادي الأهلي بصفة خاصة حيث أعلن الرمز الأهلاوي الكبير الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز استقالته من منصبه كرئيس لهيئة أعضاء الشرف في النادي الأهلي مع بقائه عضو شرف في النادي واستمراره في الدعم والمشاركة مع إدارة النادي في تقديم كل ما يمكن أن يفيد النادي للمراحل المقبلة، حيث ذكر الأمير في يوم إعلان استقالته (فعلاقتي بالنادي الأهلي لم تكن يوما مرتبطة بمنصب بقدر ما هي علاقة قديمة ستظل متجددة)، وهذه الكلمات الخالدة التي صدرت من الأمير خالد هي أساسيات ومبادئ العمل المؤسساتي الأهلاوي المستدام حيث لخص بما عُرف عنه من ذكاء وفطنة وعمل وتفان وإخلاص في حب الأهلي لخص الاستدامة التي سيكون عليها مع الأهلي حيث التواجد والمتابعة الفعلية والدعم اللامحدود قولاً وفعلاً وحديثاً بالأرقام ببساطة في التعامل وتواضع جم ومن دون أي ضجيج أو دعاية أو حتى لقاء صحافي أو تلفزيوني، وجاءت الجمعية العمومية للنادي الأهلي لتشهد أن الأمير دعم في الموسم الماضي فقط بمبلغ 144 مليون ريال بينما كانت ميزانية النادي 164 مليون ريال، فأي عشق هذا وأي حب يحمل معاني للعهد والانتماء حملها نشيد الأهلي وجسدها حقيقة رجل بأخلاق وعطاء خالد بن عبد الله؟!

هذه المعاني التي حدد (أبو فيصل) ملامحها وقواعدها وأصولها وكل شيء فيها حتى أنه يُعتبر العبقري الذي اخترع واكتشف معاني استدامة العشق الأهلاوي ليبدأ ويستمر ويظل من دون أي رتوش أو تغيير مهما طال الزمان وتغيرت الظروف . كل هذا الإحسان من الأمير في جميع مجالاته ومع الحق والمستحق نتائجه إحسان من جمهور عاشق أحب رمز الأهلي وعشق حبه وعشقه للأهلي ووضعوا أعماله الخالدة الصامتة نبراساً لهم ليبقى ناديهم مجيدا وصرحاً فريداً كما نشدوا ذلك وسعوا له، حيث أثبت أكبر حضور جماهيري في المملكة العربية السعودية لناد وبرقم قياسي وصل إلى ما يزيد على 84000 متفرج وعاشق، أثبتوا أن ما زرعه الأمير من إخلاص في النادي تحول إلى المشجع والمتابع ويستمر مستداماً بكل صدق وصراحة لأنه ميزة من ميزات الرمز الجميل بأخلاقه وسينتشر لكل ما هو أهلاوي لأنه شرط أساسي من شروط استدامة عشق الأهلي.

خلال قرابة الشهر لا أجد شيئا يُقارن أو يستحق أن يتم ذكره أو أن تتابع أخباره ممن رحل طواعية وكرهاً لاعبا أو مدرباً أو رئيساً وغيرها سوى التأمل والنظر بعين الاحترام والتقدير والاهتمام لما يتعلمه جميع الرياضيين خاصة الأهلاويين من الرئيس الفخري للنادي الأهلي من استدامة الدعم والحب والعشق والتسامح والرقي والأفضلية والكثير من الخصال السامية للرياضة التي تمسك بها رجل واحد وجسدها رجل واحد وعلمها للجميع رجل واحد، رجل من المستحيل أن يرحل باستقالة فهو من تجري خلفه الألقاب وتحاصره الأخلاق وحسن المعاملة، وكم هو محظوظ النادي الأهلي أن يكون الرجل الذي تجتمع فيه كل هذه الصفات وأكثر رئيسا فخريا للنادي، إنه الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز ـــ حفظه الله.

مقالة للكاتب نبيل نقشبندي عن جريدة الاقتصادية

12