بتال يكتب: المهاجم المناسب

أعتقد أن الأندية السعودية الـ 14 المحترفة، ستتعاقد كلها مع مهاجمين أجانب بحثا عن النجاح في الموسم المقبل من دوري جميل.

ورغم وجود ناصر الشمراني، مختار فلاتة، محمد السهلاوي، نايف هزازي، في أندية الهلال والاتحاد والنصر والشباب، إلا أن تحركات هذه الأندية حاليا تستهدف مهاجمين في تعاقداتها القريبة المقبلة، وإن كان الأزرق العاصمي مترددا بين مهاجم صريح أو مهاجم مساند. وليس في هذه التحركات أي تقليل من هذه الأسماء، بل هو تصرف منطقي تمارسه كل الأندية حول العالم، فالمهاجمون في نواصيهم الفوز.

المهاجم رقم تسعة، هو اللاعب الأعلى سعرا في العالم دائما، والمطلب الرئيس في كل الأندية، كيف لا، وهو الرجل الذي يقتل أحلام مدرجات ويعيد آمالا أخرى إلى الحياة.

.. تختلف نوعية المهاجم رقم تسعة، بين لاعبي صندوق نهازين للفرص ينتظرون خلق الحدث من زملائهم لاعبي الوسط ويمهرونه بتوقيعهم الأخير، وفي مرات قليلة يتولى مدافع المهمة، ومهاجمون آخرون يضاف إلى ما سبق أن لديهم قدرات مهارية يستندون إليها أحيانا في صنع الفرص لأنفسهم. عيب النوعية الأولى أنهم الأقل انفكاكا عن حصار المدافعين، وعيب الفئة الثانية أنهم يسقطون في الاستعراض أحيانا فلا ترضيهم الطرق التقليدية في هز الشباك.

وطوال سنوات عودة اللاعب الأجنبي إلى مرابع دورينا، مر بمسابقاتنا الكثير من المهاجمين الأجانب الناجحين، وآخرين عبروا ولم يتركوا ذكرى. وأمام الكم الكبير من المهاجمين القادمين إلينا والراحلين عنا، وجدت أن هناك رابطا واضحا في أغلب من تيسر لهم النجاح، وهو البنية الجسدية القوية، إذا أصاب من توافرت لهم هذه الميزة نجاحا أكثر مقارنة بأندادهم الآخرين.

الأمثلة كثيرة في هذا السياق، النصر تعاقد في موسم 1994 مع الغاني أوهين كيندي، لم يكن لاعبا ماهرا أبدا، بل كان دبابة بشرية، كرات كثيرة كانت تفضح مهارته وكنتروله، وفي موسمه الثاني كان هداف الدوري السعودي، وأتذكر أنه كان يخوض معارك مع المدافعين تحسمها بنيته الجسدية القوية. النصر أيضا جاء بالأكوادوري كارلوس تينيرو في منتصف موسم 2003، ولعب الدوري الثاني فقط ونجح في الفوز بلقب الهداف أيضا، ولا شك أنه كان ذا بنية رياضية لافتة.

في موسم 2001 كان هداف الدوري الأنجولي باولو داسيلفا لاعب الاتفاق، وفي موسم 1997 كان الناطحة البشرية أحمد بهجا، وفي عام 2013 الأرجنتيني العملاق تيجالي، يضاف لهم تراوري الهلال وأترام الشباب، كلهم تميزوا ببنى جسدية تهزم المدافعين، ناهيك عن مميزين آخرين توافرت لهم الصفة ذاتها، لم يصلوا إلى لقب الهداف لكنهم تركوا بصمة في كل شباك، يتقدمهم الحراثة البشرية فيكتور سيموس، العقرب البرازيلي لوبيز وليس آخرهم إيلتون برانداو وآخرون.

أما لماذا أصاب هؤلاء النجاح أكثر من غيرهم؟ في ظني أن البنى الجسدية الضعيفة للاعب السعودي المحلي دور في ذلك، أي اشتراكات بين هؤلاء المدافعين وأولئك المهاجمين تنتهي لصالح القادمين من الخارج. أما لماذا أسوق هذا الحديث في هذا الوقت؟ فالسبب أن أغلب أنديتنا تبحث عن مهاجمين مهاريين وتغفل عن عوامل يمكنها أن ينجح بها المهاجم في الدوري السعودي أكثر من غيرها، والسؤال الافتراضي الذي يجب أن يكون دليلا لأنديتنا في مفاوضاتها الجارية الآن هو: هل هذا اللاعب مؤهل للنجاح لدينا وفق ثقافتنا وسماتنا الكروية، بعيدا عن أنه لاعب مميز وكفى..؟

مقالة للكاتب بتال القوس عن جريدة الاقتصادية

8