شركة عالمية عملاقة تتربع على تراب هذه الأرض الطاهرة تسهم بشكل فعال ومؤثر واستراتيجي في حياة المواطن السعودي، أسهمت في بناء الإنسان منذ تأسيسها عبر الخدمات والتعليم والصحة، ولها فضل بعد الله، في بناء هذه الدولة بما وفرته من إيرادات مالية ضخمة سخرت لخدمة الوطن والمواطن.
هي “شركة أرامكو السعودية”، حيث الدقة والتنظيم والجدية والجودة في المنتج، من خلال إرث طويل استمر لأكثر من 80 عاما قبل أن تتم سعودة الإدارة العليا قبل أكثر من ربع قرن.
اليوم تظهر للمواطن البسيط (جوهرة) أرامكو في شمال جدة، حيث إستاد مدينة الملك عبدالله، تلك التحفة الرياضية الكروية التي أهداها الملك العادل لأبناء شعبه في جدة، وسيتم افتتاحها في غضون أيام لتضاف إلى الخدمات المميزة التي تحتاجها كرة القدم السعودية.
المعلومات التي لدي تقول إن هذا الإستاد يمتلك مؤهلات فنية عالية وخدمات أرضية للإعلام وغرف ملابس حسب المواصفات العالمية وإضاءة لا تضاهى وسعة تتجاوز (60) ألف مقعد ومواقف وخدمات لكبار السن والمعاقين والأهم عدم وجود مضمار حول الملعب مما يعني أننا في ملعب كرة قدم حقيقي وهو أول ملعب في المملكة بهذا التصميم، ويوجد في المدينة ملاعب رديفة وملاعب إعداد اللياقة وتفاصيل أخرى كثيرة.
الغريب في الموضوع أن هذه التحفة المعمارية التي يحق لنا أن نفتخر بها ونفتخر بمن أمر بها ونفتخر بمن أشرف عليها، تم تشييدها في غضون سنة وثلاثة أشهر، نعم فقط (15) شهرا، وهذا لا يحدث في معظم المشاريع الحكومية، حيث البيروقراطية والمعاملات والموافقات ولجان التفتيش ولجان المتابعة وأهلية الصرف وسند القبض وما شابه ذلك.
هذه التحفة المعمارية انتظرناها لأكثر من (25) عاما واليوم بفضل الله، ثم بإرادة ملكية، هي حقيقة، ومن هذا المنطلق أطرح سؤالا مهما ودقيقا، وهو لماذا لا تكون شركة أرامكو السعودية هي المنفذ لمعظم مشاريع الدولة، فهي جزء من هذا الوطن، وعليها واجب خدمته، خصوصا وأنها تقدم معيارا يحتذى به في التنفيذ والإشراف والمتابعة والدقة، فلماذا نكابر ونبحث عن شركات ضعيفة وهزيلة تعيدنا للخلف وتعيق نهضتنا المباركة، فقد أمر أبومتعب، يحفظه الله، وتم التنفيذ في غمضة عين.
ما الذي يمنع من تسليم الشركة العملاقة وأم الخير لهذا الوطن الكبير كافة مشاريع رعاية الشباب، طالما أننا تابعنا وشاهدنا عمليا ما الذي حدث في بناء مدينة رياضية مقابل تطوير إستاد قائم؟!
يا خادم الحرمين الشريفين أبناؤك الرياضيون يشكرون اهتمامك بهم ويتطلعون لبناء إستادات أخرى في مدن أخرى يحتاجها الشباب، ملاعب ذات سعات مختلفة تخدم الوطن والمواطن ولا تكلف خزينة الدولة كثيرا لأن عوائدها الفنية والرياضية والإعلامية والاجتماعية والاقتصادية أكبر بكثير من المليارات التي توضع فيها.
نحن بحاجة إلى عشرة إستادات كروية على الأقل (دون مضمار) خلال السنوات الخمس المقبلة، فقد زادت الأندية المشاركة في المسابقات وزادت التصنيفات وزاد عدد الممارسين للعبة ونحن نتطلع إلى مرحلة ونقلة جديدة يقودها المليك الإنسان وتنفذها أرامكو بعيدا عن التعقيدات.
مقالة للكاتب علي حمدان عن جريدة الوطن