لا بد من أن يرحل ميسي من برشلونة… فهو استنفد الحضور الإعلامي بطاقاته كافة، واستنفد الأعمال التجارية المتعلقة به دعايةً وحضوراً وبيعاً للقمصان… المشهد يحتاج إلى «وجه جديد» تدور معه الدوائر، فنيمار الذي كان من المفترض أن يحرك الساكن اختفى تحت جلباب «ميسي»، والأخير سيرحل لكنه سيكرم «الخزانة» بكومة من الأموال التي لن تعوضه بالطبع، إلا أنها ستكون «عائداً»، لا يمكن للنادي الكاتالوني أن يحصل على مثيله في أية صفقة أخرى حتى لو باع «الكامب نو».
في المقابل فإن باريس سان جرمان يحتاج إلى «وجه يبيع» بعد أن جرب ديفيد بيكهام وكانت الصفقة جيدة بوصفها «مقبلات» حركت الساحة «الباريسية» النائمة «كروياً»، وناصر الخليفي الذي عض شفتيه على الخروج المر من دوري أبطال أوروبا يدرك أن صفقة «ميسي» لن تكتفي بتحريك العاصمة «الفرنسية»، بل «ستهزها» حتى تساقط عليه «الثمار» من كل حدب وصوب تجارياً وإعلامياً وفنياً… لذلك سيمد يده إلى جيبه ليوقع «الشيك» المرصود بلا «تردد»… وخصوصاً أن خانة بيكهام ماتزال خالية، ليس في «المستطيل الأخضر» وإنما في الملعب «الباريسي» الكبير.
الحاجة في الفريق الكاتالوني والتي تقابلها حاجة مماثلة على صعيد الـ«بي سي جي» تجعلني أدرك أن انتقال «الفتى الذهبي» مسألة وقت فقط قبل أن يسوي خلاله الطرفان «حاجاتهما» المالية والقانونية، وإلا فإن الصفقة واقعة لا محالة، فلا يوجد لاعب يوازي ميسي بالنسبة للثاني ولا يوجد أحد من الممكن أن يدفع مبلغاً يوازي ما سيقدمه الأول، لذا فالمعادلة واضحة والنتيجة محددة حتى وإن واجهتها بعض الـ«لوغارتيمات» فهي قابلة للحل.
يبقى السؤال: متى ستتم الصفقة؟ والجواب: عاجلاً أم آجلاً… لكن «البراشلة» لن يعقدوا أمراً أو يوقعوا صفقة قبل كأس العالم… فربما تألق «الفتى الذهبي» وخطف «الكأس»، حينها سترتفع قيمته المالية إلى مبلغ ربما يتردد في دفعه «المشتري»، وإلا فإن ميسى سيواصل أداءه المتراجع الذي ظهر به مع برشلونة أخيراً، وحينها فإن قيمته لن تنقص سنتاً واحداً.
أخيراً… ميسي ليس لاعب كرة قدم فقط، فهو أيضاً قيمة تجارية ودعائية كبيرة ويمتلك إمكانات عالية لتقديم «قيمة مضافة» لأي ناد ينضم إليه… لذلك فحتى وإن غلا سعره… فربما يكون هناك «مشترون جدد» أو بالأصح «مجانين جدد».. وعالم الرياضة والمال علمانا أن «المجانين» كُثر… بما فيهم «السيتزنس»، أما جماهير «البرشا» فعليها أن تجهز نفسها لوداعه.
مقالة للكاتب منصور الجبرتي عن جريدة الحياة