بين الأهلي وبطولات كأس الملك كيمياء لا يعرف تفاصيلها الدقيقة إلا الأهلاويون أنفسهم، فهم يرون في هذه البطولة لعبتهم المفضلة، متكئين بذلك على تاريخ بطولي يمتد لأكثر من نصف قرن مع هذه البطولة الكبرى، وكلما اقتربت لحظات الحسم في هذه البطولة من كل عام، نجد أن الأهلاويين بمختلف أطيافهم يلتفون ويتعاضدون ويتجاوزون كل اختلافاتهم من أجل الظفر بلقب هذه البطولة، والتي باتت مقترنة بالأهلي بشكل لا جدال فيه، حتى أصبح لقب «الملكي» لقبا أهلاويا خالصا، مهما حاول البعض سلبه وتجييره لمن لا يستحقه، ولكن على الأهلاويين أن يعلموا جيدا أن الاتكاء على التاريخ في الغالب لا يحقق البطولات ولا يجلب الإنجازات، فما تبقى من منافسات بطولة كأس الملك للأبطال، بدءا من مواجهة منافسهم وندهم التقليدي فريق الاتحاد يوم غد السبت في ذهاب نصف نهائي هذه البطولة، هي البداية الفعلية والحقيقية لمرحلة الحصاد، والتي لا تقبل المزيد من الأخطاء الفنية أو الإدارية أو حتى الجماهيرية؛ لذلك على البرتغالي بيريرا البحث عن الأسلوب التكتيكي الأنجع الذي يجلب به الفوز لفريقه، وعلى إدارة النادي تهيئة وتوفير كافة الإمكانات المادية والنفسية للاعبين، وعلى اللاعبين أنفسهم اللعب بقتالية كبيرة حتى يجلبوا الانتصار ويسعدوا الأنصار، وعلى المجانين الزحف بقوة كعادتهم خلف فريقهم، حتى يواصل مشواره في هذه البطولة، والتي تعتبر مراحلها الأخيرة والحاسمة هي الأهم من جميع مباريات الفريق السابقة في هذه البطولة، فمتى ما تعاضد الأهلاويون، والتفوا حول فريقهم وتجاوزوا كل مشاكلهم، فحينها ستشنف الآذان بأهزوجة المجانين الخالدة عبر تاريخ ناديهم الطويل: «الكأس يرجع دولابه.. والفوز ربي اللي جابه».
ومضات:
ــ ترشح الأمير فهد بن خالد لفترة رئاسية جديدة، والتفاف الأهلاويين حوله، يعطي مؤشرا بمرحلة خضراء جديدة، لا تقبل المزيد من الأخطاء.
ــ الهلال في هذا الموسم أصبح يخسر بشكل متكرر أمام النصر داخل الملعب وخارجه، والسبب أن صاحب القرار في الهلال أكثر من شخص.
ــ جماهير الأهلي والاتحاد يقطعون مئات الكيلومترات ذهابا وإيابا من أجل مشاهدة فريقيهما في الشرائع، وما زالوا يمنون النفس بسرعة إنجاز ملعب الأمير عبدالله الفيصل المتعثر حتى الآن.
ــ الأندية التي تبحث عن ألقاب في الموسم المقبل عليها البدء من الآن في حسم تعاقداتها مع اللاعبين المميزين قبل أن تطير الطيور بأرزاقها.
مقالة للكاتب سالم الاحمدي عن جريدة عكاظ