معشوقة الملايين لها أحكام وقوانين وبما أنها كروية الشكل وتشبه الدائرة فدوام الحال فيها من المحال والمتابع والمشجع من المفروض أن يكون لديه القناعة بأن أي مباراة يلعبها الفريق الذي يشجعه ستنتهي بالفوز أو التعادل أو الهزيمة، فلا بد أن يتأقلم مع جميع نتائجها المتقلبة!
معظم -إن لم يكن جميع الكتاب الرياضيين- معروفة ميولهم مسبقاً وكتاباتهم دائماً تصب في اتجاهين إما الكلام الجميل أو الدفاع عن أنديتهم أو الكلام القبيح والهجوم على الأندية المنافسة وينسون أو يتناسون أنهم كتاب وليسوا مشجعين.
والمفروض أن يكون الحياد طريقاً لهم وإن لم يكونوا قادرين على الحياد فعلى الأقل تحري الصدق والأمانة فيما يكتبون والابتعاد عن الألفاظ البذيئة التي تسبب التنافر والكراهية من قبل جماهير الفرق المنافسة!
لنأخذ أخر القضايا التي شغلت الإعلام منذ الجمعة الفائتة وطريقة التعاطي معها ألا وهي تأخر عبدالله العنزي عن معسكر المنتخب المقام في الدمام، حيث تجد أن الإعلام الهلالي عن بكرة أبيه ينادي بمعاقبة اللاعب، مستشهدين فيها بأحداث سابقة.
بينما تجد الإعلام النصراوي ومن يدعي الحياد يدافعون عن اللاعب باستماتة مستشهدين بنفس الأحداث السابقة و(الطاسة ضايعة) وكلا الفريقين يبحث عن مصالح فريقه فقط وغير مكترث أو مبال بمصلحة المنتخب وغياب أفضل حارس سعودي في وقتنا الراهن عن تشكيلته!
الموضوع ببساطة أن اللاعب مُنح إجازة من قبل ناديه لمدة ٥ أيام وهي السبت والأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء.
ومن المفروض أن يلتحق بتمارين ناديه يوم الخميس لكنه لم يلتحق بالتمارين يوم الخميس ومن المفترض تطبيق اللائحة المحلية لناديه لتأخره عن الانضمام في الوقت المحدد وبما أنه تم استدعاؤه للمنتخب فكان من المفترض أن يكون مع المنتخب أيضاً يوم الخميس وهو الوقت المتوقع عودته لناديه (يعني العنزي من الأساس كان تخطيطه للعودة إلى الرياض يوم الجمعة وليس الخميس).
لذلك فإن تأخير رحلة عودته إلى الرياض لمدة ٤ ساعات ليست سبباً مقنعاً لوصوله يوم الجمعة كما جاء في البيان النصراوي أو كما جاء في تغريدات من ينتسبون للكيان النصراوي!
كان من المفروض على الجميع -باختلاف انتماءاتهم- المطالبة بتطبيق قوانين معسكرات المنتخب وإذا لم يكن هناك قوانين مكتوبة وواضحة فإن إبعاده عن المنتخب أكبر عقوبة ومن ثم يطبق ناديه عليه لائحة الغياب عن التمارين ليوم واحد!
يعني الموضوع برمته لا يستدعي كل هذه الشوشرة من الجانبين وتحويل المسألة إلى لجنة الانضباط، يعني أن معسكرات المنتخب لا يوجد فيها لائحة مكتوبة وهذه (مصيبة) في حد ذاتها.
الانضباط ومبدأ الثواب والعقاب يجب تطبيقه بحذافيره وعلى الجميع بلا استثناء بشرط أن يكون مكتوباً ومعلوماً مسبقاً لا أن يترك للأهواء والقرارات الارتجالية.
مقالة للكاتب خليفة الملحم عن جريدة اليوم