أحيانا تحاول الهرب من واقع تعيشه من أجل أن تقنع نفسك أن هذا الواقع ليس صحيحا، وفي غالب الأحيان تحاول أن تخلق لنفسك الأعذار الواهية من أجل عدم التسليم بذلك الواقع المرير، وكلتا الحالتين ليس لها إلا تفسير واحد هو أنك عاجز عن حل هذه المشكلة التي تواجهك، وأن كل ما تقوم به ما هو إلا محاولات بائسة ويائسة من أجل الهروب من ذلك الواقع الذي فرض عليك، فعلى سبيل المثال في كل مرة يحسن فيها الأهلاويون الظن بلجنة الانضباط، ويحاولون جاهدين التعامل مع قراراتها على أنها قرارات صادرة من لجنة قضائية يتحرون منها الحياد والعدالة، إلا أن مسلسل هذه اللجنة مع الأهلي في كل مرة يثبت أنه أطول من المسلسلات المكسيكية، حيث دأبت لجنة «الربيش» طوال هذا الموسم على معاقبة الأهلي على كل شاردة وواردة، في الوقت الذي كانت تتعامل فيه مع بعض القضايا تجاه بعض الأندية الأخرى على طريقة «لا أرى لا أسمع لا أتكلم» وقد يكون للانضباطيين في اتحاد القدم مبرراتهم في وضع كل أخطاء الأهلي تحت مجهرهم، ولكن عليهم أن يعلموا يقينا أن ما يقومون به من استقصاد تجاه الأهلي تحديدا كما يرى الأهلاويون ذلك، لن يزيد لجنتهم إلا فقدا لمهنيتها ولمصداقيتها، وقبل كل ذلك فقدانا لشرعيتها والتي أعلن الأهلاويون عدم الاعتراف بها أو حتى التعاطي معها ومع قراراتها، ولكن بودي أن أسأل رئيس لجنة الانضباط السيد «الربيش» ماذا نسمي تهجم رئيس نادي الشباب على لاعب الأهلي محمد أمان وتلفظه عليه بعبارات يعرفها الربيش أكثر من غيره، وبودي أن أساله كذلك عن رأيه في هتافات مدرج الاتحاد بأكمله تجاه جمهور الأهلي، ولماذا كانت لجنته انتقائية في معاقبة جمهور الأهلي وغضت الطرف عن معاقبة جمهور الاتحاد، وبما أن هذه اللجنة فقدت مصداقيتها أمام الشارع الرياضي بعد حادثة الـ «CD» الشهيرة، وتوالت بعد تلك الحادثة إخفاقاتها، أتمنى أن يكون رئيس لجنة الانضباط شجاعا وأن يعلن استقالته من رئاسة لجنة قضائية باتت تعتبر للأهلاويين الخصم والحكم، أما في حال استمرار هذه اللجنة في تغليظ العقوبات على الأهلي دون غيره فهنا يجب على صناع القرار في الأهلي أن يكون لهم موقف حازم مع تجاوزات تلك اللجنة، حتى وإن كلف الأمر التصعيد للاتحاد الدولي لكرة القدم، فللأسف الشديد المثالية في رياضتنا بات ينظر لها على أنها ضعف، فإن استمر الصمت الرسمي للأهلي على تجاوزات هذه اللجنة تجاه ناديهم، فكل ما عليهم أن يضعوا ضمن ميزانيتهم التقديرية للنادي مخصصات مالية لسداد قيمة المخالفات التي ستفرضها عليهم لجنة «الربيش».
ومضات:
– النصر عاد للبطولات من الباب الكبير، في الوقت الذي حزن فيه الهلاليون على إخفاق سامي أكثر من حزنهم على خسارة الهلال للقب.
– استغربت كثيرا فرحة بعض الأهلاويين من جماهير وشرفيين وإعلاميين بفوز النصر بكأس ولي العهد أكثر من النصراويين أنفسهم.
– في هذا الموسم تحديدا باتت الرؤية واضحة للأهلاويين في كيفية حسم وجلب البطولات، إلا إن كانوا لا يريدون أن يروا ذلك.
مقالة للكاتب سالم الاحمدي عن جريدة عكاظ