يقول أحد علماء النفس أن الأشخاص الذين يسترجعون ذكرياتهم التي حدثت في طفولتهم بشكل متكرر ، هم في حقيقة الأمر أشخاص يهربون من الواقع الذي يعيشونه حاليا ، ويرى عالم آخر أن الأشخاص الذين يدورون في فلك ماضيهم باستمرار هم أشخاص عاطفيون جداً ولا ينظرون للأمور بواقعية كحال أقرانهم الآخرين ، ولإن غالبية علماء النفس يحاولون دائماً إيهامنا بإنهم قادرون على فك الكثير من الطلاسم التي تكتنزها صدورنا ، أتمنى أن يجدوا لنا جوابا يتعلق في إسترجاع أنصار الأندية لماضي أنديتهم بعد كل إخفاق ، ففي الأهلي على سبيل المثال كلما طل الإخفاق برأسه ردد أنصاره مقولة ” كنا كدا ياأهلي ” على طريقة شعار مهرجان جدة الذي يقام هذه الأيام في المنطقة التاريخية ، والأمر هذا ينسحب على أنصار بقية الأندية ، فنجدهم مع أول هزة تتعرض لها أنديتهم يعودون سريعا إلى إسترجاع شريط الذكريات، وكي لا أدور أنا كذلك في فلك الذكريات ويتهمني علماء النفس بالهروب من الحاضر ، دعوني أتجه بمقالي صوب موقعة الشرائع والتي ستجمع مساء اليوم الإخوة الأضداد ، في لقاء سيضاف إلى سلسلة ممتدة من اللقاءات التي جمعت الفريقين على مدى عقود طويلة ، فالأهلي سيدخل هذه المواجهة وسط ضبابية كبيرة على مختلف أصعدته ، على الرغم من المستوى الجيد الذي ظهر به في مباراته الأخيرة أمام الهلال ، فيما يدخل جاره اللدود الاتحاد هذه المواجهة وهو في قمة نشوته بعد فوز المرشح إبراهيم البلوي بكرسي رئاسة نادي الاتحاد ، ونشوة الاتحاديين الحالية لهم مبرراتهم فيها ، إلا أن الغريب في الأمر أن الأهلاويون كذلك إنتشوا فور سماعهم بنبأ فوز إبراهيم البلوي بكرسي رئاسة نادي الاتحاد ، حيث أنهم يرون في منصور البلوي وكل من يمثله فأل خير عليهم ، بل يرون أنهم بوابة الأهلي الكبيرة نحو تحقيق المزيد من الانتصارات والألقاب ، كيف لا وهم الذين انتزعوا بطولتين في ظرف أيام معدودات من أمام الاتحاد في عهد رئاسة منصور البلوي الأخ الأكبر لإبراهيم ، وبعيدا عن النشوة المشتركة في المعسكرين أتوقع أن الفريق الفائز في مواجهة الليلة ، ستستمر نشوته حتى موعد الجولة المقبلة من دوري جميل فقط ، وذلك لإن كلا الفريقين مازالا بحاجة إلى عمل وعمل كبير من أجل إعادة هيبتهما التي فقداها خلال هذا الموسم تحديدا .
ومضات :
– مباراة النصر والهلال في نهائي كأس ولي العهد بحاجة إلى صافرة أجنبية تنهي الجدل الحاصل حاليا بين المعسكرين
– إعلام الاتحاد أثبت لي شخصيا على الأقل خلال فترة الانتخابات الأخيرة لكرسي الرئاسة فيه أنه ” إعلام موجه نمرة واستمارة ”
– في الأهلي الصمت لا يعالج الأمور بل يزيدها تعقيدا ففي كل يوم تزداد مشاكل هذا الكيان ، ومسيريه يؤثرون الصمت بشكل يدعونا للغرابة
– الليلة أهلي واتحاد فهنا التاريخ وهنا مهد كرة القدم في البلاد ، وهنا المتعة الحقيقية في المدرجات
ترنيمة :
” الماضي لك … وبكرا لك … وبعده لك ”
تويتر
@Salem_alahmadi
مقال للكاتب سالم الاحمدي