كانت الأمور لتمضي بشكل أكثر من رائع في الوقت الحالي بالنسبة لفريق بايرن ميونخ الألماني، لولا ركلات الجزاء. بالطبع هي لا تزيد عن كونها مشكلة ترف، خاصة أن اللعبات التي تسببت في الجدل قد هزت الشباك، لكن بالنسبة للكثيرين المسألة تتضمن قنبلة خطيرة قد تنفجر.
الأبطال هم بيب جوارديولا وأريين روبن، والشخصيات الثانوية حتى الآن تنحصر في توماس مولر وفرانك ريبيري.
وقعت الفصول الحديثة من القصة في الجولة الماضية من البوندسليجا، خلال الفوز على ماينز 4-1 ، واستمرت في الفوز على فيكتوريا بلزن التشيكي بخمسة أهداف نظيفة أول أمس الأربعاء في دوري أبطال أوروبا.
في المباراة الأولى كان روبن يرغب في تسديد ركلة جزاء عندما كانت النتيجة تشير إلى تقدم فريقه 3-1 ، ورفض جوارديولا الأمر صارخا من خارج الملعب بأن يتولى مولر التسديد، في ظل غضب واضح لروبن.
وبرر جوارديولا موقفه بعد المباراة بقوله “أنا المدرب وكنت أريد أن يتولى مولر التسديد”.
وفي المباراة التالية، وبعد حصول روبن على ركلة جزاء، بدأ جوارديولا يصرخ من على الخط الجانبي كي يتولى اللاعب الهولندي التسديد، لكن الأخير رفض رغم إلحاح ريبيري والبرازيلي رافينيا، مسلما الكرة إلى الفرنسي الذي قام بالتصويب في النهاية.
وقال ريبيري عقب المباراة “أريين كان منزعجا لما حدث السبت لكن الأمر ليس خطيرا، إنه يصنع الكثير من أجل الفريق”.
وفي طبعتها اليوم، أكدت صحيفة (بيلد) أن روبن غاضب أيضا لأن جوارديولا أنبه أمام كل أعضاء الفريق على قيامه بإمساك الكرة كي يسدد ركلة الجزاء أمام ماينز.
ومع ذلك، بدأت القصة قبل كثير من وصول جوارديولا إلى بايرن، خلال أشهر عجفاء بالنسبة لروبن أضاع فيها ركلتي جزاء شديدتي الأهمية، إحداهما أمام بروسيا دورتموند في البوندسليجا والأخرى -الأهم على الإطلاق- أمام تشيلسي الإنجليزي في نهائي دوري أبطال أوروبا 2012.
وبسبب إهدار الأولى، كان على بايرن ميونخ أن يودع آماله في إحراز لقب الدوري في نفس الموسم لصالح دورتموند، وبعد الثانية خسر الفريق اللقب القاري لمصلحة تشيلسي.
ودخل روبن مرحلة من سوء الحظ والانفصال مع الجماهير، التي عانى كثيرا كي يسترد تعاطفها مجددا، الأمر الذي انتهى منه تماما في نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي عندما سجل الهدف الثاني في الفوز 2-1 على دورتموند ليحصد فريقه اللقب القاري.
لكن منذ إهداره ركلة الجزاء أمام تشيلسي لم يعد روبن إلى الاقتراب من نقطة الجزاء، وكانت أول مرة يمسك فيها بالكرة كي يبدي استعداده للمحاولة مرة أخرى أمام ماينز، في مباراة قدم فيها أداء جيدا.
كانت المباراة محسومة تقريبا، وبتسجيل الركلة ربما كان روبن سيضع نقطة النهاية لفصل غير موفق. لكن حينها ظهر جوارديولا في بادرة سلطوية اعتبرها كثيرون غير ضرورية على الإطلاق.
وكان يمكن للأمور أن تنصلح الأربعاء، لكن روبن لم يرغب في تنفيذ الركلة رغم صرخات “أريين، أريين” من الخارج وإلحاح ريبيري ورافينيا.
وربما كان قرار عدم العودة إلى التسديد من نقطة الجزاء نابعا من الركلة المهدرة أمام دورتموند في 2012 ، والتي احتسبت أيضا نتيجة لعرقلة روبن.
عندما أضاع الهولندي تلك الركلة، تذكر القيصر فرانز بيكنباور الذي كان يعلق على المباراة لإحدى القنوات التليفزيونية واحدة من القواعد التي كان يؤمن بها وهو لاعب، وهي ببساطة أن اللاعب الذي يحصل على ركلة الجزاء لا ينبغي أن يقوم بتصويبها.
قال بيكنباور ذلك وعلى مدار أسابيع ردده العالم كله، حتى انتهى الأمر بتلك الجملة كموسيقى تصويرية تصاحب اسم روبن كلما ذكر.
وفي الوقت الحالي، مولر هو المصوب الأول لركلات الترجيح في بايرن والثاني ديفيد ألابا. ولم يرغب ريبيري في أن يذكر المركز الذي يشغله في تلك القائمة، فقط سدد الضربة أمام فيكتوريا بلزن لأن روبن أعطاه الكرة وألابا لم يطلبها منه.
في المقابل كان على جوارديولا أن يتابع من مكانه خارج الملعب الهولندي وهو يرفض تصويب الركلة.
ويقول قائد الفريق فيليب لام إنه لا يجب محاولة البدء في تكهنات. لكن بين المعلقين هناك أيضا من يعتقدون بوجود شرخ قد بدأ بين المدرب وأحد أهم لاعبيه.