يبدو الاهلي المصري حامل اللقب والترجي الرياضي التونسي وصيفه امام فرصة تجديد الموعد وذلك عندما يستضيفان كوتون سبور الكاميروني واورلاندو بايريتس الجنوب افريقي في اياب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري ابطال افريقيا لكرة القدم.
وكان الاهلي عاد من الكاميرون بتعادل ثمين 1-1 في مباراة معادة مع مضيفه كوتون سبور بعد توقف الاولى بسبب العواصف والامطار، فيما يتواجه الترجي مع ضيفه اورلاندو بايريتس وهو يملك الافضلية نتيجة انهاء مباراة الذهاب بالتعادل صفر-صفر خارج قواعده.
وستكون مباراة الاحد امام كوتون سبور فرصة مناسبة لعدد من لاعبي الاهلي، وبالتحديد 11 لاعبا، لنسيان صدمة خسارة مصر امام غانا 1-6 في ذهاب الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم، ما يجعلها بحاجة الى معجزة لكي تبلغ النهائيات التي تبدو بعيدة المنال مجددا على “الفراعنة”.
كما خيم خبر اعتزال النجم محمد ابو تريكة نهاية العام على لاعبي الفريق بأكمله، وهو فاجأ الجميع بهذا الامر بتغريدة في حسابه على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي ثم اكده لاحقا.
وقال ابو تريكة في تصريح لوكالة فرانس برس “قراري نهائي وليس كرد فعل انفعالي عقب الخسارة امام غانا 1-6”.
واضاف ابو تريكة ان “القرار ليس وليد اللحظة او الصدفة، فطموحي مع الكرة توقف عند تحول حلم التاهل الى المونديال الى سراب بعد الخسارة الكبيرة، فانا كنت ساعلن اعتزالي الكرة عقب الوصول الى نهائيات كأس العالم واللعب في المونديال بحثا عن النهاية السعيدة لمشواري مع كرة القدم، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه”.
واعلن ابو تريكة انه سيعتزل عقب انتهاء مباريات الاهلي في مسابقة دوري ابطال افريقيا، وذلك احتراما لتعاقده مع ناديه، معربا عن امله في الاحتفاظ باللقب الافريقي للعام الثاني على التوالي والتأهل للعب فى مونديال الاندية بالمغرب نهاية العام الحالي، ليكون مسك الختام لمشواره مع النادى الاهلي والذى بدأ في موسم 2004.
واشار الى ان مشاركته فى مباراة الاياب امام المنتخب الغاني والمقرر اقامتها يوم 19 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل سيحددها استدعاء الجهاز الفنى له للانضمام الى قائمة المنتخب و”ستكون هذه المباراة هي الاخيرة لي دوليا مع المنتخب الوطني”.
وقد يعوض ظهوره في كأس العالم للأندية قليلا الخيبة التي يشعر بها حاليا، لكن عليه وزملاءه الاستفادة من النتيجة الجيدة التي سجلت ذهابا في الكاميرون من اجل بلوغ النهائي الذي قد يجمعهم مجددا بالترجي الذين فازوا عليه في نهائي الموسم الماضي 3-2 بمجموع مباراتي الذهاب والاياب.
وقد شدد مدافع الأهلي الدولي وائل جمعة ان زملاءه الدوليين يجب أن يضعوا جانبا خسارة غانا: “لم نكن في يومنا. يجب ان نطوي الصفحة ونركز على مباراة كوتون سبور. لاعبو الأهلي يملكون الخبرة بما فيه الكفاية لنسيان الخسارة والتركيز على المباراة المقبلة”.
ويحوم الشك حول مشاركة الحارس شريف اكرامي في مباراة الاحد المقررة في الجونة بسبب اصابة تعرض لها امام غانا واضطرته لترك ارضية الملعب، لكن الخبر الجيد بالنسبة لحامل اللقب هو انه قد يستعيد خدمات مهاجمه عماد متعب بعد غيابه عن الفريق لفترة ليست بالقصيرة بسبب الاصابة.
ويحتاج الاهلي الى التعادل السلبي لكي يبلغ النهائي للمرة العاشرة في تاريخه المتوج بسبعة القاب (رقم قياسي)، لكن مدرب كوتون سبور الفرنسي سيباستيان دوسابر ولاعبيه يأملون ان يعمقوا جراح المصريين باخراج الفريق القاهري من دور الاربعة والثأر لخسارتهم امامه في نهائي 2008.
ولم يبق من التشكيلة التي خسرت امام الاهلي في ذلك النهائي سوى كينغي بوندو وبابيدي فيلس اللذين اشارا الى ان فرص فريقهما جيدة لكن على اللاعبين المحافظة على تركيزهم.
وفي رادس غدا السبت، يبحث الترجي عن خوض غمار النهائي للمرة الرابعة على التوالي والسابعة في تاريخه المتوج بلقبين عامي 1994 على حساب الزمالك المصري و2011 على حساب الوداد البيضاوي المغربي، شرط ان يتمكن من الوصول الى شباك ضيفه اورلاندو بايريتس.
ويأمل الترجي ان يتجنب سيناريو نهائي الموسم الماضي حين تعادل على أرض الاهلي 1-1 قبل ان يخسر امامه 1-2.
وسيغيب المدافع الجزائري يحيى عنتر عن صاحب الارض بعد اصابته في الدوري، فيما يفتقد اورلاندو بايريتس بطل 1995 إلى سيابونغا سانغويني بعد ان تعرض المدافع الدولي لاصابة خطيرة ستبعده لعدة اسابيع.
ورأى لاعب وسط اورلاندو داين كلايت ان حاجة فريقه لتسجيل هدف واحد للفوز ستسهل المهمة: “يجب ان ننقل الضغط عليهم. الترجي سيهاجم وهذا يناسبنا. في هذه المرحلة، اعتقد ان الضغط سيكون عليهم. يجب ان يفوزوا علينا كي يتأهلوا الى النهائي، وهم يلعبون على ارضهم، لذا اتوقع ان تكون المباراة مفتوحة”.
لكن مهمة الفريق الجنوب افريقي لن تكون سهلة على الاطلاق خصوصا ان الترجي خرج فائزا من جميع المباريات الخمس التي خاضها في المسابقة القارية الام على ارضه هذا الموسم، خصوصا ان الفريق التونسي مصمم على بلوغ النهائي على امل تحقيق ثأره من الاهلي بحسب ما اكد نجمه اسامة الدراجي في حديث لموقع الاتحاد الدولي.
ورأى الدراجي ان الحلم اصبح واجبا بالنسبة لفريقه من اجل تحقيق ثأره من الفريق المصري الذي جرده ايضا من اللقب عام 2012 باخراجه من نصف النهائي.
“انها مواجهة قوية ينتظرها الجميع”، هذا ما قاله الدراجي عن امكانية لقاء الاهلي في النهائي، مضيفا “لقد اعتدنا على مواجهة الأهلي ان كان في دور المجموعات، في نصف النهائي أو النهائي. اذا قدر لنا مواجهتهم مجددا هذا العام سنلتقي في الدور النهائي ونحن جاهزون لرفع التحدي والأخذ بالثأر”.
واذا وقعت المواجهة بين الناديين الأكثر استقرارا في المستوى في القرن الحادي والعشرين، فانها ستكون مليئة بالإثارة والتشويق ويضيف الدراجي “انها نوع من الكلاسيكو بين النادي الأكثر ألقابا على الصعيد القاري والترجي الذي حطم جميع الأرقام القياسية” في اشارة الى الألقاب القارية السبعة للنادي الأهلي بينها خمس مرات في الألفية الجديدة، والى بلوغ فريقه الدور النهائي ست مرات والفوز باللقب مرتين فقط. وأوضح “نقارب الدور نصف النهائي الذي نخوضه للمرة الرابعة على التوالي بصفاء عال، فخبرتنا والمواهب الفردية التي نملكها هي سلاح في غاية الأهمية بالنسبة الينا”.