مصطفى الآغا يكتب عن الرابح الأكبر

بالتأكيد يحتل «كلاسيكو الكرة السعودية» مكانته الخليجية والعربية نظراً لسمعة طرفيه الهلال والاتحاد، ولشعبيتهما الجارفة محلياً وعربياً.
ففي اليوم الذي تلا المباراة سمعت تعليقات من أصدقاء وزملاء عراقيين ولبنانيين ومصريين وأردنيين حول المباراة والتحكيم والمحترفين في الطرفين، وحول المدربيَن سامي الجابر وبينات، وكيف تحولت بوصلة المباراة ونتيجتها النهائية من اتحادية بعد التقدم (2-1) إلى خسارة قاسية بخمسة أهداف. وكان الجميع يبحثون عن جواب لهذا التحول المفاجئ في سير أحداث المباراة الدراماتيكي، ولم يتفق الجميع سوى على أمرين هما أن حنكة سامي الجابر كانت أكبر من قلة حيلة بينات الذي كانت الأمور بيده في بعض لحظات المباراة، ولو عرف كيف يستغلها لخرج فائزاً أو متعادلاً على الأقل، و من أكبر أخطائه إشراكه الحارس مبروك زايد الذي يحتاج إلى حساسية المباريات أكثر مما يحتاج إلى خبرته وحدها فيها، وكان الخطأ الأكبر هو إبقاؤه بعدما تأكد أنه غير قادر على اللعب في شكل كامل بعد إصابته، فلم يتمكن من التصدي سوى لكرة أو كرتين، فيما اهتزت شباكه بعد الإصابة أربع مرات! ولتأكيد هذا الكلام صرح نيفيز بعد المباراة بأنه لاحظ إصابة الحارس فسدد الكرة في مكان يعتقد أنه لن يستطيع الوصول إليه (بسبب إصابته)، فيما رمى مدرب الاتحاد الكرة في ملعب التحكيم والحظ والتوفيق، وقال: «إن مبروك زايد أكد جاهزيته لإكمال المباراة، وكلنا شاهدنا أنه لم يكن جاهزاً مطلقاً»، أما الفريدي فزاد الطين بلة حين اتهم مدربه بإضاعة المباراة لسوء تبديلاته، وأعتقد أنها غلطة فادحة من الفريدي الذي يجب أن يكون مع فريقه ومدربه ظالماً أو مظلوماً، لا أن يستغل لحظة انفعالية يغمز فيها من قناة المدرب الذي لم يشركه في المباراة لأن المسموح 11 لاعباً فقط بحسب تعبير بينات، وأن جوبسون كان ممتازاً ولا يستطيع تغييره بالفريدي.
وسط كل هذه التصريحات والتصريحات المضادة يبقى هناك رابح أكبر اعتبر هو شخصياً هذه المباراة المحك الحقيقي لمسيرته بصفته مدرباً بعدما شكك البعض بانتصاراته الثلاثة الأولى، وقالوا إنها جاءت على فرق ضعيفة فكانت صك نجاحه وشهادة أولوية قد تُسكت منتقديه فترة، ولكنها بالتأكيد لن تسكتهم أبداً.

mustafa_agha@

مقال للكاتب مصطفى الآغا- الحياة

15