دخلت أندية دوري جميل في سباق مع الزمن منذ نهاية الموسم المنصرم تأهبا للموسم الجديد ، حيث قام جُلها إن لم يكن جميعها بإبرام عدة صفقات محلية طمعا في تقديم موسم مثالي تُحقق من خلاله الأهداف المشروعة وفقا للإمكانات المتاحة ..
ولكن من خلال الرصد الدقيق لتلك الصفقات التي تخطت حاجز الأربعين ، لم أجد سببا مقنعا أو مبررا منطقيا لإتمام معظم تلك الصفقات التي يمكن وصفها بصفقات ( أبو ريالين ) كون الفائدة الفنية منها محدودة إن لم تكن معدومة أصلا ..
فهناك أندية مازالت إداراتها غارقة في مستنقع التخبط الإداري والفني ، فهي غير قادرة على تلمُّس احتياجات فِرقها والمراكز التي تحتاج إلى تدعيم ، وفي نفس الوقت لا تستطيع تقييم أداء اللاعبين المراد انتدابهم ، ولهذا اهتمت بالكم وتجاهلت الكيف فأنفقت مبالغ طائلة على صفقات خاسرة ، وعندما تقع الفأس في الرأس تقدم استقالاتها وتترك أنديتها تئن من وطأة الديون ..
وفي اعتقادي أن سياسة الشراء بالجملة سياسة عقيمة ويجب أن تندثر من سوق الانتقالات ، فالتعاقد مع لاعب واحد ذي قيمة فنية عالية أفضل بكثير من عشرة لاعبين أحسُبهم ( تكملة عدد ) فنحن نعيش في زمن الاحتراف الذي لا يقبل بتكرار الأخطاء خصوصا وأن معظم الأندية تعيش تحت خط الفقر لعدم وجود مداخيل ثابتة وتسيّر شؤونها من خلال التبرعات والهبات والشيكات مؤجلة الدفع ..
ولكي تخرج الأندية من مأزق الصرف المالي العشوائي الذي يتكرر في كل عام ، فإن القائمين عليها مطالبون بمراجعة الحسابات وإعادة النظر في طريقة التعاقدات التي يُفترض أن تتم بطريقة مدروسة ووفق رؤية فنية كي لا تقع في نفس الفخ وتتكرر الأخطاء وتعود للمربع الأول ..
صواريخ .. أرض .. جو
أصحاب النظرة الضيقة الذين يُجيدون فن الانتقائية لم يمتدِحوا تعاقد النصر مع النجم الدولي الشاب يحيى الشهري بل صوبوا سهامهم صوب إدارة النادي ووصفوا الصفقة بالمبالغ فيها ، وعندما تعاقد الهلال مع ناصر الشمراني الذي شارف على الاعتزال باركوا الصفقة ولم يتطرقوا للمبلغ المالي الكبير الذي ضخته الإدارة الهلالية لإتمامها .. ولأن شمس الحقيقة لا يمكن حجبها بغربال ، فإن المستفيد ( الأول ) من صفقتي الشهري والشمراني هما النصر والشباب ، فالأول كسب فنيا والثاني استفاد ماديا ..
انقسم المدرج ( الأصفر ) حول المهاجم محمد السهلاوي إلى قسمين ، الأول يُطالب الإدارة بتجديد عقد اللاعب وعدم التفريط فيه ، والثاني يتمنى بيع عقده والاستفادة من العائد المادي قبل دخوله في الفترة الحرة ، ورغم احترامي لكل الآراء إلا أنني أجزم أن السهلاوي لن يُضيف شيئا للنصر في الفترة المقبلة لاسيما في ظل تراجع مستواه بشكل ملحوظ ..
لا أدري ماذا يُخبئ الأهلي لجماهيره التي مازالت تترقب بحذر وتنتظر الجديد في قادم الأيام .. فالفريق يعتبر هو الوحيد الذي لم يُبرم أي صفقة محلية ، كما أن الضبابية تكتنف مصير لاعبه الكولمبي بالومينو الذي لوح بالرحيل ..
عندما تم تعيين الدكتور محمد باريان مديرا للقنوات الرياضية توسمنا خيرا بمقدمه نظرا لأفكاره النيرة وخبرته الكبيرة في هذا المجال ، وعندما أطلق الوعود بإحداث نقلة نوعية في الشكل والمضمون زادت مساحة التفاؤل لدينا .. ولكن ما نشاهده الآن أقل ما يقال عنه أنه واقع مؤلم لم يتوقعه أكثر المتشائمين .. وكل ما نتمناه أن يُسرع باريان الخُطى ويقوم بخطوات تطويرية وتصحيحية قبل انطلاقة الموسم الجديد أو الاعتذار عن إكمال المهمة ..
مقالة للكاتب علي السلمي عن جريدة اليوم