يكاد يكون الدوري السعودي لكرة القدم الدوري الوحيد (ربما) في العالم الذي تُقام مبارياته طوال أيام الأسبوع؛ كل الأيام بدءاً من الخميس والجمعة (يومي الإجازة السابقين) إلى السبت والأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء من غير استثناء كانت تشهد مباريات بعض أسابيعه، الإحصاءات الرسمية تؤكد ذلك، وآخرها ما نشرته الزميلة (الشرق الأوسط) في ملحقها الرياضي: وجاء فيه أن يوم السبت شهد في الموسم الماضي إقامة 28 مباراة و22 مباراة يوم الأحد و18 مباراة يوم الاثنين و9 مباريات يوم الثلاثاء و16 مباراة يوم الأربعاء، وحدث ذلك رغم الانتقادات القوية التي كانت توجه إلى لجان المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم والمطالب المتكررة بتغيير تلك الجدولة، التي كانت مضرة للعبة والأندية، إذ إنها تأتي على حساب الحضور الجماهيري في الملاعب ونسبته المتوقعة والممكنة، ولا شك في أن توقيت وأيام المباريات من أهم الأسباب في العزوف الجماهيري عن المباريات التي شهدتها ملاعب الكرة السعودية، وكانت المبررات التي تساق في هذا (تخبيص الجدولة) من قبل لجان المسابقات السابقة ليست مقنعة ولم تكن في حقيقتها مانعة، لكن ضعف الاجتهاد وضيق الأفق والتمسك بالرأي وعدم التشاور والاستماع للرأي الآخر والقبول به، من أهم الأسباب في استمرار سياسة الجدولة السابقة التي طبقت في السنوات الماضية، والتي كانت تتكرر كل عام تقريباً، إذ إنها لم تكن تخرج كثيراً عن (قص ولزق) حتى كان البعض يطلق على لجنة المسابقات لجنة (القص واللزق)!
الإجازة الأسبوعية كانت في مقدمة المبررات التي تسوقها وتتذرع بها اللجنة في السابق، ومواعيد أو برمجة مباريات ممثلي الكرة السعودية في البطولات الخارجية؛ وبشكل خاص دوري أبطال آسيا هي أيضاً أحد مرتكزات الإصرار والرفض أو عدم التغيير…
في مستهل هذا الأسبوع جاء (الإنقاذ) ملكياً هذه المرة للجنة ولاتحاد كرة القدم، بعد أن أمر خادم الحرمين الشريفين بتغيير أيام العمل في البلاد لتصبح من الأحد إلى الخميس، وأيام الإجازة لتصبح يومي الجمعة والسبت، وبعيداً عن الجوانب والمصالح التي يحققها القرار، فإن الجانب الرياضي سيكون من المستفيدين منه، وقد جاء القرار ليلغي التبريرات السابقة ويفسح المجال أمام اللجنة الحالية لتقديم (جدولة) حقيقية واضحة ومتناسبة لأيام المباريات تتواكب والمتغيّرات في العالم ولا تتعارض أيضاً مع المشاركات الخارجية للأندية، خاصة في البطولة الآسيوية، والتي تلعب مبارياتها كما هو معروف يومي الثلاثاء والأربعاء من كل أسبوع، ويفرض القرار أيضاً التركيز على إقامة مباريات الدوري يومي الإجازة (الجديدين) الجمعة والسبت، ولا مجال لغير ذلك ولا مكان للتبريرات وخصوصاً أن القرار الملكي جاء في الوقت المناسب جداً قبل إجراء قرعة الدوري وقبل صدور الجدول، مما يجعلنا نستبعد جدول (القص واللزق) نتفاءل بتغيير حقيقي يتواكب والمتغيّرات ويضع عربة الدوري ومبارياته في المسار الصحيح.
كلام مشفر
– في الموسم الماضي أقيمت 48 مباراة في الدوري يوم الخميس و40 مباراة يوم الجمعة، المنتظر أن لا تقام أي مباراة في أي يوم خميس قادم وأن تزداد مباريات الجمعة وتُقام المباريات فيه مناصفة مع يوم الإجازة الجديد السبت.
– لن يعود مقبولاً إقامة مباريات دوري في يومي الثلاثاء والأربعاء من كل أسبوع، إذ يلزم تفريغهما لآسيا والتركيز على يومي الإجازة، وببساطة يخصص لاحقاً وبعد انتهاء المشاركات الخارجية يومي الثلاثاء والأربعاء للمباريات المؤجلة.
– شخصياً أتفاءل كثيراً بلجنة المسابقات الجديدة، خاصة إذا تخلصت من (عجرفة) بعض أعضائها المرحّلين إليها من اللجنة السابقة، وخطوت اللجنة في إقامة ورشة عمل عن مسابقات الكرة السعودية وإشراك الأطراف الرياضية الأخرى فيها تعزّز مثل هذا التفاؤل.
– أول ملاحظة رآها حضور ورشة عمل لجنة المسابقات عن المسابقات السعودية كانت ضيق القاعة قياساً بعدد الحضور، وإذا كان أقامة الورشة يسجّل للجنة فإن ذلك الضيق يسجل للتجاوب من قبل شرائح الرياضة المختلفة.
– أما ملاحظتي فهي اقتصار الحضور على مدينة الرياض، ولعل الجانب المادي السبب في عدم دعوة مشاركين من المناطق الأخرى،كما هو السبب في عدم حجز قاعة كبيرة ومناسبة أكثر.
– واللجنة تستطيع حتماً تجاوز هذا المأزق (مأزق الفلوس) بإقامة ورش أخرى في المناطق الأخرى (الغربية والشرقية) ولا يكلفها ذلك (فلوساً) إلا مبلغ (انتداب) إعضائها من خارج تلك المناطق، وفي ذلك (مصلحة) لهم.
– الأهم من إقامة ورشة العمل الأخذ بالتوصيات الإيجابية والمقترحات الجديدة حتى إن كانت لا تروق لأعضاء اللجنة أو لا تجد قبولاً لديهم، وأن لا تكون الورشة مجرد (قنطرة) لتمرير المقترحات والأفكار التي في رأس أعضائها.
– وفي كل الأحوال كما تفاءلنا باللجنة وخطواتها القادمة، ومن قبلها لجنة الاحتراف، كما نأمل أن تمد اللجان الأخرى جسور التواصل والاستفادة من المتخصصين في مجالها، وأخص بالذكر هنا اللجنة الإعلامية التي ضمت أسماء من خيرة العاملين في المجال الإعلامي وعلى رأسها الأستاذ محمد القدادي والزملاء الصديق العزيز حسين الشريف، والزميلان عبد الكريم الفالح وسليمان الجابري.
مقالة للكاتب عثمان مالي عن جريدة الجزيرة