فلاته يكشف: عمل “تراكمي” أثمر ذهباً

تحقيق فريق الاتحاد لبطولة كأس الملك للأبطال وعودة شمس البطولات لتشرق على عميد الأندية يعتبر أمرًا مهمًّا في مصلحة الكرة السعودية فغياب العميد عن البطولات وهو أحد أركان الكرة في بلادنا ومنبعها يؤدي إلى هزة وضعف والجميل أن العميد جاء بجيل جديد إطلالته ذهبية وبعث الأمل للجماهير الرياضية قاطبة وأكد أن كرتنا “ولّادة” ومكنة الإنتاج لا تتوقف.

من حق الاتحاديين أن يفرحوا ويفاخروا بهذا الفريق الذي ولد بطلا ويعيشوا معه نشوة الإنجاز ولكن الأهم من ذلك كيفية المحافظة عليه فقد ملت الكرة السعودية قاطبة الظهور ثم الهزات من جديد ولا شك أن هذا الفريق قاعدته صلبة؛ لأنه نتيجة عمل تراكمي تعاقبت عليه الإدارات بدأ من إنشاء المدرسة الاتحادية في عهد منصور البلوي ومرحلة التطوير التي تبناها أحمد فتيحي في عهد إدارة الدكتور خالد المرزوقي وبداية التشبيب والإحلال مع محمد بن داخل لتكتمل الصور بمرحلة جني الثمار وقطفها وهناك متطلبات هامة في كيفية المحافظة على هذا المكتسب الاتحادي، العناصر التي ظهرت وأبدعت لم تنزل على نادي الاتحاد بالبراشوت أو تظهر فجأة وهي نتيجة عمل جماعي تراكمي على مدار عدة سنوات، فأمين دابو ومحفوظ حافظ ومروان بصاص وعمر المحضار ومحمد العبدلي وسالم سويد أسماء عملت وأسست لهذه المرحلة ولا ينبغي تركها في الخلف فهي تستحق الإشادة والثناء كما أن الدكتور توفيق رحيمي وخميس الزهراني ومحمد طلعت لامي ومحمد عواد وهاني كتوري وأسماء أخرى لا تحضرني الآن كان لها دور إداري بارز في عملية البناء، وعندما أقول إن هذا الفريق نتيجة عمل تراكمي فإنني أعني ما أقوله بالتحديد، ومن حق هذه الإدارة أن تتلقى التهاني والتبريكات وتنال نصيبها من الثناء على عملها وجهدها ومهما اختلفنا معها على تعدد سلبياتها فإن لها إيجابيات وهذه هي طبيعة العمل الإداري وهي مطالبة الآن بالتحديد أن تقيس قدراتها وأمكاناتها مع متطلبات المرحلة المقبلة فإن كانت تستطيع لتستمر وإن لم تستطع فقرارها بيدها لتضع مصلحة الاتحاد فوق كل اعتبار، وبالمناسبة الخطوة العملية التي اتخذتها بالإجتماع مع المدرب يوم أمس الأول الخميس لتحديد الاحتياجات وهي في غمرة الفرح خطوة في الاتجاه الصحيح وتستحق عليها الإشادة ويهمني كثيرًا أن ذلك الاجتماع يعني أن استمرار بينات بات محسومًا وقلتها وأكررها أن بقاء هذا المدرب ليس لأنه حقق بطولة وإنما لنجاحه في تقديم فريق خلال فترة زمنية محدودة مستفيدًا من كافة الإمكانات المتاحة ومعرفته للاعبيه في الفريق الأولمبي وحالة التجانس والتناغم بينهم وتفاعله الجميل والمثير أثناء المباريات “الحي يحييك والميت يزيدك غبن” فالمدرب السابق كانيدا لا حركة ولا تفاعل ولا توظيف جيد لقدرات اللاعبين والشاهد اللاعب محمد أبو سبعان أصر على إشراكه في مركز المحور المتأخر فأظهره لاعبًا متواضعًا وبينات وظفه صح وأعاده لمركزه الأساسي الذي يبدع فيه وظهر كإضافة فنية في الوقت المناسب يصنع ويسجل وسبق أن ذكرت من عدة شهور أن أبو سبعان محله الملعب وليس دكة الاحتياط والثنائي الحارس فواز القرني والمدافع منصور شراحيلي لعبا أول مباراة في الموسم ضد الرائد ثم أخفاهما كانيدا وأعادهما بينات للتوهج، ومرحلة التخبطات والإصرار على مدرب فاشل نجح النقد الجريء في قلبها وتغييرها ففرق كبير بين فريق خطط مدربه كلها تؤدي إلى المرمى عن تكتيك دفاعي عقيم لا يصنع هجمة ولا يؤدي إلى خطورة، وأنا أكرر مقولة مبروك لكافة الاتحاديين واؤكد على ضرورة المحافظة على هذا الفريق الحلم، وهنا يكون الاستقرار مطلبًا.

مقالة للكاتب عبدالله فلاتة عن جريدة المدينة

7