يوم لك وسنتين عليك !
عز الدين الحازمي

عز الدين الحازمي

يحكى أن ثمانيني جارت عليه الأيام وغنت له ذات ليلة ( يوم ليك … وسنتين عليك) …
فالثمانيني بلغ أشده ذات يوم وسكن هامات السحاب , لكنه كان كمن تأخر عن الإنجاب حتى بلغ من العمر عتيا ! انسته ساحات المنافسات ونهم البحث عن البطولات  من أن يفكر بالإنجاب المبكر كي ينهل  الصغير القادم من خبرة  وتجارب الكبير الراحل … فمرت السنون وكلما أتعبته الأيام وضغطت عليه الظروف وقال له الجميع لقد (عجزت) ووصموه بالعجوز  اشتاط غضبا  وراح يعمل  لينفي هذه التهمة عنه فاستجمع قواه وركض في الأمتار الأخيرة فسبق الكل بقليل الجهد المستجمع وباستدعاء للخبرة الوفيرة  … وظل ذلك الرجل يصارع لأجل أن يثبت لخصومه أنه مازال شابا ولم يعجز بعد .
ظل على تلك الحالة كثيرا .. وحينما  أفاق ونظر حوله  رأى كل أقارنه يلتف حولهم شباب بحيوية ونشاط يقدمون ما يريد ويعطيهم من خبرته ما ينقصهم …
قرر متأخرا أن يلحق بالركب … لكنه تفاجأ بان الشاب الذي بداخله قد كبر وبات يكره بشي من الرفض  أن يظهر عجوزا كما يقولون !
لكن ما لم يدر بخلده  أنه سيدفع ضريبة ذلك التأخر … فالسرعات تتفاوت والانسجام الذي يراه يحدث مع أقرانه لم يجده هو .. فلا هو أقتنع بما يعمله الأبناء ولم يعد هو يتناسب مع الجيل الجديد ولا مع فكره الحديث  فبانت فجوة كبييرة بين جيلين يتنازع فيها أنصار كل جيل وكل يغني على ليلاه !
اليوم بلغ الأبناء مبلغ الرجال … وبلغ الكبار عتيا
إن خاض الأبناء غمار المنافسات فستنقصهم الخبرة لقليل من الوقت … وإن بقي الكبار فلن ينتظرهم قطار الإنجازات السريع جدا والحيوي والنشيط .
متهورون يطالبون بالساحة للأبناء وطرد الكبار !
وعاطفيون يصرون أنه مازال لدى الكبار بقية
ومنطقيون يرون أن كثير من الأبناء  وقليل من خبرة الكبار  هو ما قد يحقق أقل الخسائر … مع الإيمان أن الخسائر يجب أن تطل ولو لفترة قليلة  , لكن المهم أن يتعلم الكل ألا تنسيهم ساحات المنافسات والبطولات عن إنجاب النجوم  كي لا نعود مرة أخرى لمرحلة المراهقة المتأخرة التي يشعر معها صاحبها بأنه الأفضل.
الثمانيني  بات يقترب يوم بعد يوم  مما يريده المنطقيون  .. لكنه اليوم يمر بأحرج الأماكن وأعقدها  ويحتاج لجراح ماهر وصبور …
هل يصبر الفايز ورفاقه أم أن المرحلة ستطول …
أعتقد أنه بنهاية الموسم يجب ان تكون قد انتهت مرحلة  الكبار وبدأت مرحلة الأبناء
حينها سنقول شكرا للجميع .. والجميل يحفظ لأهله .. وتستمر الحياة ويبقى العشق لا يتزحزح ولا يحيد…..  لذلك الثمانيني (العميد ).

8