يبدو المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مرشحاً وبقوة لانتزاع رابع ألقابه في بطولات كأس الخليج عندما يستضيف في العاصمة الرياض مباريات النسخة الـ22 من البطولة، وبالتالي الانفراد بالمركز الثاني بعد الألقاب بعد المنتخب الكويتي.
ورغم عدم ثبات مستوى المنتخب في الآونة الأخيرة وترجعه إلى المركز (97) في تصنيف “الفيفا” الأخير للمنتخبات، إلا أن عاملي الأرض والجمهور قد يكونان حاسمين في إبقاء الكأس الخليجية في الرياض وعدم انتقالها إلى عاصمة خليجية أخرى.
فالأخضر اعتاد على اللعب على ملعب الملك فهد الدولي وهو سيحظى بمؤازرة كبيرة من (70) ألف متفرج سيتناسون خلال البطولة ألوان أنديتهم وشعاراتها ليتوحدوا تحت راية المنتخب.
وسيكون المدير الفني للمنتخب، الإسباني لوبيز كارو مطالباً بإيجاد التوليفة المناسبة القادرة على تحقيق اللقب، واختيار الأفضل والأنسب من اللاعبين بما يتناسب مع ظروف كل مواجهة.
ويعاب على لوبيز عدم قدرته على الاستفادة من الإمكانيات الفردية الكبيرة لمعظم عناصر المنتخب وعدم توظيفها في خدمة المجموعة، ويؤخذ عليه عدم قدرته على قراءة المباريات بشكل جيد وتبديل الخطة حسب مجريات اللعب وهذا ما ظهر بشكل جلي خلال المباريات الودية وآخرها المواجهة أمام المنتخب الفلسطيني (2/صفر) حيث خاض المباراة من بدايتها حتى نهايتها بخطة (4ـ 5ـ1) علماً بأن الفرصة كانت مناسبة لتجريب أكثر من خطة كون المباراة ودية وتحضيرية والتبديل فيها مفتوح.
ومن حسن حظ المنتخب السعودي أن معظم منتخبات الخليج تمر بمرحلة انعدام للوزن وليس بينها أي منتخب مرشح فوق العادة للفوز باللقب، مما سيسهل من مهمته في تحقيق المراد، فالمنتخب الإماراتي (بطل البطولة السابقة) ورغم محافظته على معظم أفراد التشكيلة التي قادته للتتويج، إلا أن عروضه تراجعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة وبدا مستواه بعيداً كل البعد عن المستوى الرائع الذي قدمه في البطولة السابقة نتيجة تحول معظم لاعبيه وعلى الأخص في خطي الوسط والهجوم إلى احتياطيين في أنديتهم التي باتت تعج بالمحترفين الأجانب، حيث اكتفى بالفوز بمباراتين من مبارياته الثمان الودية الأخيرة، فيما تعادل في أربع وسقط مرتين أمام أرمينيا (3/4) وأوزباكستان (صفر/4)،
من جهته، رغم انتصاراته الودية الأربعة الأخيرة على منتخبات لبنان وأوزباكستان وأستراليا وكوريا الشمالية، إلا أن عنابي قطر سيعاني كثيراً خلال البطولة بسبب فقدانه لخدمات أبرز هدافين في صفوفه في السنوات الأخيرة وهما خلفان إبراهيم خلفان والأورجوياني المجنس سيباستيان سوريا.
ولا يمكن بأي حال من الأحوال استبعاد منتخبي الكويت العراق المرشحان الدائمان للفوز باللقب، فالأزرق الكويتي (البطل التاريخي للخليج بعشرة ألقاب) يعاني هو الآخر من تذبذب كبير في مستواه هذا ما ظهر بشكل واضح في مباريات الودية خلال العام الحالي حيث خاض (10) مباريات فاز في (3) منها وتعادل في (4) وخسر (3)، فيما عاني أسود الرافدين من عدم القدرة على خوض مباريات ودية في بلادهم بسبب الأوضاع السياسية السيئة واكتفوا خلال العام الحالي بأربع وديات مما سينعكس على انسجام اللاعبين مع بعضهم البعض، وزاد الأمور بلة تعرض هدافهم التاريخي يونس محمود لإصابة ستبعده عن البطولة.
ولا تبدو منتخبات عمان والبحرين واليمن قادرة على انتزاع اللقب رغم أن المفاجآت واردة الحدوث وعلى الأخص من المنتخب العماني الذي تحول من حمل وديع في البطولات الاولى إلى حصان أسود في الدورات الأخيرة.
باختصار، ستكون البطولة الفرصة الأخيرة للوبيز وهو يدرك تماماً أن عدم تحقيق لقبها سيعني أن عليه أن يحزم حقائبه استعداداً للرحيل، ولكن وبقليل من الجرأة مع بعض المجازفة سيجد لوبيز نفسه يوم 26 نوفمبر الحالي يصعد إلى منصة التتويج لاستلام الكأس وميداليته الذهبية وهو حلم لا يبدو صعب المنال على منتخب اعتاد على تجاوز الصعاب وإسعاد جماهيره.
عيسى صالح ناصر