دائما ما يتردد في الساحة بأن بعض الأندية والشخصيات الرياضية خط أحمر وأن لهم حصانة خاصة مستمدة من قوة نفوذهم ومكانة أنديتهم.. ونحن نقول أن كل رياضتنا وجميع أنديتنا بدون استثناء خط أحمر ولا يمكن أن يسمح بالتجاوزات والإساءة إلى أي ناد أو لاعب أو مؤسسة رياضية أو شخصية رياضية كانت أم إعلامية.. وذلك لان الرياضة في المقام الأول قيم ومبادئ لا يمكن التنازل عنها ولها أهداف سامية ورسالة صادقة فهي تنافس شريف وأخلاق عالية.. لذلك يفترض أن لا نتعاطف مع من يتم معاقبته سواء بإيقافه أو تغريمه أو حتى إبعاده طالما أنه أصبح يحمل فكر الفتنة الرياضية والزعزعة ويؤثر على عقول شبابنا ويستغل حماسهم ومراهقتهم.. هنا نتساءل من يحدد مدى هذه الخطوط الحمراء ومقاييسها وحجم المخالفة وجسامتها ومدى تأثيرها.. وهل هي بنفس درجة العدل والمساواة على الجميع.
أعتقد أننا أمام محك مهم ومنعطف خطير أصبحنا نتعامل فيه بمكيالين.. رغم وجود الأنظمة والقوانين إلا أن مشكلتنا في من يتعامل معها والمنظور الذي يرى منه.. حيث التعصب والجهل وتبييت النية وتصفية الحسابات والمجاملة والذي بسببها تنكشف حقائق وخفايا ويتبين للجميع يوما بعد يوم أن الخط الأحمر هو خط وهمي يخضع للمزاجية ويستخدم للمصالح ونستطيع أن نجعله يقرب أو يبعد حسب الرغبات والهوى والتحكم بدرجات لونه.. ليظهر هناك من وضع خط أسود خاص ومتشدد يتفرد به لصالحه ويضرب فيه بيد من حديد.
يسألني أحد الصغار لماذا أوقف الإعلامي الأستاذ محمد البكيري؟ قلت له لأنه تجاوز الخط الأحمر.
قال: أكيد شكك في الدين أو الوطنية أو كذب وحرف الحقائق وأطلق مسميات تخدش الحياء وشكك في إنجازات الوطن وبطولات الأندية! قلت لا.
قال: أجل بصق ونطح وتهجم على المنافسين أو هاجم إتحاد الكرة وتهكم على الحكام أو طلب وضع بعض الرياضيين في أكياس ورميهم في الصحراء! قلت لا
قال! لم يبقى إلا يقول ” العنو والديهم” ويكون مصدر فتنة وإثارة!!! قلت لا
قال بتعجب أجل ليش تم إيقافه؟ فخجلت أن أقول له ولكني تشجعت.. وقبل ذلك تلفت يمينا ويسار.
أنها نقطة وخط وصفحة سوداء مرت على رياضتنا قبل وأثناء وبعد النهائي الآسيوي.. في زمن أصبح يكرم فيها المتبجح ويعاقب فيها من يضع النقاط على الحروف.
تويتر TariqAlFraih@