عندما نأخذ الأمور بوضعها الطبيعي وبمثالية ومنطق.. فإن الجميع سيقف صفا واحدا مع أي تمثيل رياضي للوطن.. فالمشاركة الخارجية مهمة وطنية تتطلب العمل والتضحية والإخلاص.. والوقوف والدعم حق وواجب لممثل الوطن.. والوسط الرياضي بمؤسساته الرياضية وأنديته وإعلامه وجماهيره لا بد له أن يكون عند الموعد لان الإنجاز سيسجل باسم الوطن.
دعونا هنا نبتعد عن المثاليات وترديد الشعارات ونتقبل واقع الوسط الرياضي بكل ما فيه من إيجابيات وسلبيات الذي أعتقد فيه أن “عيناويون” وطننا اليوم أكثر عددا في نصف النهائي الآسيوي.. ولا أستغرب ذلك ولو اختلف ممثل الوطن لأختلف “عيناويوننا” ولتنتقل الحمى إلى المعسكر الأخر.
لذلك علينا الاعتراف أننا نواجه مشكلة في ثقافتنا الرياضية ومفهومنا الحقيقي لمعنى المنافسة.. فالمسألة ليست ميول أو تعصب وليست تجيش معسكر أو موقف مدرج أو إسقاط لممثل وطن.. وإنما هي نتاج للاحتقان والتشكيك والتقليل والتكذيب والتجريح والتهميش والفوضى والفساد التي تعيشها رياضتنا على مر السنين.. وتخبط اللجان سيطرة من صناع التعصب الرياضي والعبث بأنظمة ولوائح وتفرد بالقرار والكيل بمكيالين.. وإعلام يمارس الضغوط ويغالط الواقع يبث الفرقة ومتجرد من الحياد وتصريحات مؤججة وحوارات مزعزعة وتراشق إعلامي والتهاون بقيمة مفردات وعبارات عدائية وعنصرية أثرت على تفكير وشخصية شريحة كبيرة من شبابنا.. والتي بسببها أصبحت هناك ردة فعل قد لا تكون مرغوبة ولكنها منطقية وطبيعية مقابل الوضع العام لرياضتنا الذي أفتقد للإنصاف والأمان وأصبح ضحية للعديد من المنتفعين وأصحاب المصالح.
نحن لا نتفق أو نوافق على هذه التعاطي في المشهد الرياضي مع ممثلي رياضتنا ولا نبرر ذلك أو نلتمس الأعذار.. ولكنه واقع لا بد أن يستشعره مسيسي القرار الرياضي.. في مقابل ذلك لا نريد إدعاء المثاليات فنحن لسنا ملائكة أو نعيش في مدينة فاضلة.. فهي ثقافة أتفق عليها وأصبحت موقف جماهيري قبل أن تكون قضية أو أزمة رياضية.. ومن ينكرها لا يعيش الواقع أو يتظاهر بالمثالية المطلقة.. لذلك لا نود العبث بقيمة مفردات جملية كالوطنية والولاء والانتماء.
بالتأكيد الكل يطالب بالأنظمة والقوانين واللوائح وفي نفس الوقف ينادي بالمرونة ودعم ممثلي الوطن في المشاركات الخارجية.. وهناك شواهد تاريخية نقدر فيها وقفات سابقة ومشروعة مع ممثلي الوطن وهذا هو الواجب.. ولكننا أصبحنا أمام حقوق وتسهيلات وحملات متفاوتة بعضها مجحف وجائر وبعضها منصف وعادل وبعضها خاصة ومبالغ فيها نتج عنها أضرار بالآخرين فخرج من يشتكي ومن يترصد ومن يهاجم.. فأعتقد أننا هنا أمام أخطاء متراكمة على مر عقود من الزمن بدافع التعصب والمصالح والجهل تم بسببها إسقاط العدالة وإشعال الفتنة الرياضية.. لذلك من الطبيعي أن تجد أبن الوطن اليوم وفي بطولة آسيا وأمام ممثلنا يقول “أنا عيناوي”.
تويتر TariqAlFraih@