لأول مرة في تاريخ بطولة دوري أبطال أوروبا UEFA، يتواجه فريقان من نفس المدينة، ريال مدريد وأتلتيكو مدريد، في نهائي أغلى المسابقات الأوروبية. سيدخل الفريق الملكي هذه المباراة مسلحاً بتاريخه العظيم وكؤوسه الأوروبية التسعة. في حين تعول كتيبة لوس كولتشونيروس، التي ستلعب النهائي للمرة الثانية، على قوة الفريق والعمل والجهد لبلوغ القمة.
قبيل انطلاق نهائي لشبونة الذي سيجمع بين أفضل هجوم (ريال مدريد) وأفضل دفاع (اتليتكو مدريد)، يدعوكم موقع FIFA.com لمتابعة مقارنة بين أبرز النجوم في كلا الفريقين. من سيفوز في هذه المواجهة؟
كارلو أنشيلوتي – دييجو سميوني
تألقا كلاعبين في خط وسط الميدان والآن رغم التفاوت في الخبرة يعتبران مدربان بارعان في التواصل والعمل التكتيكي مع الإعتماد على الهجمات المضادة كسلاح رئيسي. هكذا بنى أنشيلوتي فريقاً يطمح للحصول على الكرة، ولكنه لا يزال يعتمد أيضاً على سرعة مهاجميه. أما سيميوني فقد بنى فريقه على أساس خنق الخصم بالاعتماد على الضغط القوي لإفتكاك الكرة وبناء الهجمات.
سبق للمدرب الإيطالي الخبير في إدارة الفرق التي تعج بالنجوم أن ذاق طعم الفوز بدوري أبطال أوروبا كلاعب (1989 و1990) وكمدرب (2003 و2007) رفقة ميلان. وقد استفاد من هذه التجربة لقيادة ريال مدريد إلى نهائي جديد بعد 12 عاماً من الغياب. في أول موسم له في الفريق الملكي، فاز أنشيلوتي بكأس ملك أسبانيا أمام برشلونة، ولكن الفوز “بالعاشرة” هو التحدي الأكبر.
أصبح سيميوني معبود جماهير أتليتيكو بعد فوزه بالثنائية (الدوري والكأس عام 1996) كلاعب والدوري الأوروبي وكأس السوبر الأوروبي وكأس ملك أسبانيا (ضد ريال مدريد عام 2013) والدوري الأسباني مؤخراً كمدرب في موسمه الثالث. في العام الذي يحتفل فيه النادي بالذكرى الأربعين لبلوغه النهائي الأول والوحيد في دوري أبطال أوروبا، والذي خسره أمام بايرن ميونيخ (1-1 و4-0)، يضع لوس كولتشونيروس ثقتهم في “إل تشولو” للفوز بلقبهم الأوروبي الأول.
إيكر كاسياس – تيبو كورتوا
يعد كاسياس (33 عاماً) أسطورة حية في كرة القدم الأسبانية. في حين يعد كورتوا (22 عاماً) المعجب بقائد الفريق الملكي واحداً من أفضل حراس المرمى في الوقت الراهن. ومن مفارقات كرة القدم، أصبح “المبتدئ” ركيزة من ركائز فريقه، في حين اضطر الحارس المخضرم للجلوس على دكة الإحتياط في الدوري هذا الموسم والقتال من أجل حجز مكان في التشكيلة الأساسية في كأس ملك أسبانيا ودوري أبطال أوروبا. في الدور ربع النهائي تألق ضد دورتموند (2-0) كما ساعدت صدته لتسديدة جوتزي في ذهاب الدور نصف النهائي ضد بايرن ميونيخ (1-0) فريقه للسفر مرتاحاً إلى ميونيخ. ومن جهته، كان الأداء الرائع للحارس البلجيكي، الذي لم يدخل مرماه سوى 6 أهداف في 11 مباراة، مقابل 9 أهداف في 12 مباراة في مرمى كاسياس، سبباً مباشراً في كون أتليتيكو مدريد الفريق الوحيد الذي لم يتجرع مراراة الهزيمة في هذه المسابقة.
سيرخيو راموس – دييجو جدوين
يعتبران قائدين طبيعيين داخل الملعب وخارجه ووجودهما في الخط الخلفي يعطي ثقة إضافية لفريقي العاصمة الأسبانية. لعب راموس دور البطولة في ميونيخ بتسجيله هدفين بالرأس للإطاحة بالبايرن (0-4)، كما قدم مستوى عال في المباريات العشر التي لعبها، حيث يجمع بين السرعة والقوة والتحكم في الكرة بمتوسط يفوق 83 في المئة من التمريرات الصائبة. من جهته، يعكس جودين الصلابة الدفاعية لفريق أتليتيكو مدريد. حيث عرف كيف يفرض قوته البدنية داخل الملعب ويضيق الخناق على مهاجمين من حجم جاكسون مارتينيز وماريو بالوتيلي وليونيل ميسي وصامويل إيتو. وساهم بهدفه في بورتو في عودة فريقه في النتيجة (1-2) لتعزيز ريادته للمجموعة السابعة.
لوكا مودريتش – اردا توران
لاعبان يصنعان الفارق في وسط الميدان. تألق الكرواتي في موسمه الثاني مع ريال مدريد وفرض نفسه شريكاً مثالياً لتشابي ألونسو، في حين حقق توران، في موسمه الثالث مع اتليتكو مدريد، قفزة نوعية تحت قيادة سيميوني. ويتميز كلا اللاعبين بفكرهما الكروي العال، ولكنهما يضحيان أيضاً ويتراجعان إلى الوراء عندما يحتاج الفريق لذلك. يتمتع مودريتش بثقة كبيرة في التمريرات (85 في المئة من التمريرات الصائبة)، وبغض النظر عن هدفه في كوبنهاجن، كانت تمريراته الحاسمة ضد بايرن ميونيخ وبوروسيا حاسمة. أما توران فقد تألق أكثر في تسجيل الأهداف الحاسمة (4 أهداف) هدف الفوز في بورتو وهدف الإطمئنان ضد تشلسي وهدفين في وقت عصيب أمام كل من زينيت وميلان.
كريستيانو رونالدو – دافيد فيا
النجم الأول في ريال مدريد ضد اللاعب الوحيد في أتليتكو مدريد الذي سبق له أن سجل هدفاً في المباراة النهائية وفاز بدوري أبطال أوروبا (في عام 2011 رفقة برشلونة). سجل كريستيانو رونالدو 16 هدفاً في المسابقة وحطم الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في نسخة واحدة من المسابقة وغيابه بسبب الإصابة في دورتموند كاد أن يكلف فريقة غالياً (0-2). في صفوف لوس كولتشونيروس، يضع الغياب شبه المؤكد لدييجو كوستا، هداف الفريق برصيد 8 أهداف في 8 مباريات، على عاتق فيا مسؤولية تسجيل الأهداف. وعلى الرغم من أن اللاعب الأسباني لم يسجل بعد في دوري أبطال أوروبا إلا أن خبرته ومسيرته الحافلة تشهد له.
في ظل هذه المعطيات، يعد ملعب دا لوز بمباراة لا تُنسى. هل سيكون نهائي “العاشرة” أم “الأولى”؟