بلا شك أن تحقيق الإنجاز في عالم كرة القدم يحتاج للكثير من الجهد والعمل والتخطيط والمتابعة والإشراف.. وما حققه النصر هذا الموسم من بطولتي كأس ولي العهد والدوري يعد بحق إنجاز يسجل بأسطر من ذهب ووسام يستحق الفخر.. تحقق بالعمل الجماعي المنظم والمفعم بالحيوية والطموح والدعم داخل منظومة عمل متكاملة وبيئة تساعد على النجاح.. كان الدور الأبرز فيها هو لقائد الكيان الأصفر وعرابه ورجل المرحلة رئيس مجلس الإدارة الأمير فيصل بن تركي.. والذي قدم عمل وتخطيط يوازي الطموح والتطلعات ويستحق الإنصاف والشكر والثناء والتقدير.
فيصل بن تركي كإداري الآن أكثر نضج وخبره قياسا بسنوات سابقة تطور فيها الفكر وعرف كيف تدار وتقاس الأمور كسب معها رضا واحترام الجميع.. احتوى جميع المشاكل والخلافات وعالجها داخل أروقة النادي.. وتعامل مع جميع الأطراف القريبة والبعيدة والمنافسة بحكمة وعقل.. وجعل من البيت النصراوي بيئة جاذبة ووضع لمسات جعلت العمل واضح ومنظم وشفاف.
فالملاحظ لسياسة “كحيلان” والنهج الذي سار علية في هذا الموسم هو الهدوء التام وعدم التسرع.. وظهوره الإعلامي هو لتقديم الخلاصة ووضع النقاط عن الحروف.. فكان التركيز على العمل خطوة بخطوة وترك الرد في الملعب.. استعان فيها بعد الله بجميع من حوله وزع فيها الصلاحيات وبث الحماس ووفر كافة عوامل النجاح.
فالمهمة الأصعب الآن هي المحافظة على هذه النجاحات والمكتسبات التي قد تشكل ضغط أكبر يجب أن يقابلها عمل وفكر ورؤية مستقبلية.. فالنادي يملك جميع المقومات والإمكانيات والكوادر والموارد التي تجعله يستمر بطلا.. لذلك بعد نهاية موسم شاق قد لا يملك فيصل بن تركي الفرصة للالتقاط الأنفاس فالمرحلة القادمة تتطلب العمل المبكر والاستعداد ورسم الخطط المستقبلية داخل منظومة العمل.. فالأعباء تتزايد والجهد يتضاعف وسقف الطموح يرتفع.
الجميل في فيصل بن تركي أنه دائما يذكرنا بأن رمز النصر الحقيقي هو الأمير عبدالرحمن بن سعود وأن النصر تاريخ وأمجاد.. وأن عمله هو خدمة للكيان ويشكر الجميع على مساندتهم ودعمهم.. ويتعامل مع الجميع بحب وأخوه جعل من البساطة والعفوية والتواضع نهج في عمله داخل البيت النصراوي.. وهو في نفس الوقت قوي وشديد وغيور على جميع قضايا النصر.
هنا استطيع القول بأنه لا خوف على “نصر كحيلان” فقد مر على الأمير فيصل بن تركي خلال سنوات رئاسته للنادي العديد من الظروف وخاض مجموعة من التجارب وعاني الكثير من الصعوبات.. جميعها كانت تقوى حضوره وتطور فكرة وتزيد عزيمته وإصراره.. وكانت نتائجها واضحة في البصمة التي أضافها والعمل الذي يقوم به.
طارق الفريح
tariqsports@