بربسة و عليها مكياج

البربسة في وسطنا الرياضي تجلت كثيرا هذا الموسم. تجلّت في اعلاميين يظهرون على شاشات القنوات لا يملكون ما يقدمونه للمشاهد سوى التشكيك الممقوت في إنجازات الأبطال! البربسة أن تتحدث عن ما قاله محمد فوده يوما و تدس رأسك تحت الطاولة في اليوم التالي لمجرد أنه يقول: “الحكم ظلم النصر”. البربسة أن تعزو فوز فريق ما بالدوري لخطأ تحكيمي و عندما كان يستفيد فريقك المفضل من خطأ تحكيمي فادح و يحقق بطولة كأس مكونة من مباراتين أو ثلاث تقول بكل تبجّح: “لا يمكن أن يجير الحكم بطولة لفريق ما”. البربسة أن تظهر كل ليلة لتسخر من رياضيين و أنديه لمجرد اختلافهم مع فريقك المفضل داخل الملعب، البربسة أن تكتب كل يوم سيلا من التفاهات و تختمها بـ” كح و عطس” دون أن يكون لرئيس التحرير أي ردة فعل. البربسة أن تكتب في الشهر عشرين مقالا أو اكثر و لا يخلو منها مقال من التعرض للنصر أو للنصراويين!.
بربسة لجنة الاحتراف كانت عندما رفض صالح بن ناصر تسجيل احمد الدوخي – اظنك تذكر المبرر الذي ساقه الدكتور –. وعندما تم تسجيل اسامه هوساوي للهلال رغم أن عرضه كان الأقل!. و قبله ياسر القحطاني بنفس الطريقة تقريبا!. بربسة لجنة التحكيم: عندما يتم الغاء بطاقة حمراء للاعب أزرق و يتم السكوت عن عشرات البطاقات الأكثر إثارة للجدل من تلك!. و عندما يعتذر حكم لفريق ما عن خطأ تقديري – احتساب ضربة جزاء – و تبارك لجنة الحكام ذلك. و عندما يكتب أحد الحكام قصيدة استجداء كرم الرئيس الهلالي و ينشرها في صحيفة كبرى – في الصفحة الرياضية – و يذيلها بعبارة “فلان بن فلان – حكم درجة أولى”.!!!!!!!!!!!. و لا يتم اتخاذ أي إجراء بحقه.
بربسة لجنة المسابقات عندما يتم منح درع الدوري لصاحب المركز الثاني على الطريقة المكسيكية!!. و عندما يتم نقل مباريات لفرق ما و رفض النقل لفرق أخرى!!. و بربسة لجنة المنشطات عندما يوقف لاعب نصراوي لثلاثة أشهر و بعدها يثبت عدم تعاطيه أي منشط! و عندما يقف امين اللجنة – الذي قال المدافعون عنه إنه لا علاقة له باختبارات المنشطات – عندما يقف على خط التماس لينادي لاعبي النصر بالإسم بطريقة مستفزة!!.
البربسة الأخيرة هي عندما يعتذر فريق عن حضور التتويج لعدم قدرة منسوبيه على تحمل استلام منافسهم للذهب، و من ثم يستقبل مندوبهم بعد يومين في مقر الرابطة و يكرم و يسلم الميداليات و شيك المليونين رغم ما يتداول عن المادة خمسة و ستين و التي تحرم الفريق المعتذر دون مبرر مقنع من الميداليات و المكافأة المالية!!!!.
البربسة عندما يوقف رئيس نادي تحدى الهلال لأكثر من ستة مواسم و لحد الآن لا يعلم هل هو موقوف أم لا، و من الذي أوقفه و السبب الذي أوقف من أجله!!. بل إن مسئولين كبار يخبرونه قبل أي انتخابات بأنه لا مانع من ترشحه للرئاسة بينما يؤكد مسئولين آخرين بأنه لا يستطيع الترشح.
كذب – تزوير – اتهامات و تشكيك في الذمم و هم في الوصافة! ماذا لو تراجعوا أكثر؟
قديما قلت: “إذا كنت تملك كل هذا الدعم من الصحف و الإعلام، و لا تملك في وجهك ذرة حياء فافعل ما شئت”. و هذا ما ظل قائماً إلى هذا اليوم من جميع إعلاميي الهلال، بل و زاد هذا العام بعد ان فقدوا صوابهم بتحقيق العالمي للبطولتين الأخيرتين. ربما أن فوز الهلال على النصر في الدور الثاني قد خفف كثيرا و فتح نافذة لتخفيف الضغط قبل الانفجار. فكما يرى كثيرون بأن فوز النصر في الدور الثاني كان كفيلا بإبعاد الجابر و نصف اللاعبين – و ربما الرئيس – ، فأنا أزيد بأن فوز النصر في الدور الثاني كان كفيلا بدخول نصف اعلاميي الهلال للمحاكم و ربما السجون!!. فما شاهدناه من تسارع وتيرة (فقدان الصواب) و الاتهامات التي طالت النصراويين و اتحاد القدم و لجانه كافة رغم سيطرة الهلاليين عليها كان ينبئ بكارثة.
و لك عزيزي القارئ أن تتخيّل أن أساتذة الكذب – كما عودونا – على الحركة المزدوجة في الإساءة و هي ماركة زرقاء، هم من يكيل لنا يوميا و منذ بداية الموسم المديح تلو المديح للدكتور عبدالله البرقان و أنه قد وضع نظاماً صارما و طبقه على الجميع – و أنا أراه كذلك إلى حد كبير –. و في نفس الوقت و أحيانا في نفس الصفحة يكتبون عن مجاملة اللجنة للنصر و كيف أن النصر سجل لاعبيه و هو مديون!!!!. و يبدوا ان الخيال الواسع لديهم يجعلهم دائما يقعون في مثل تلك المطبات و يصعب عليهم استيعاب الواقع. فعندما استقطب النصر أفضل العناصر محليا و بعشرات الملايين كانوا يمنون النفس بعجز النصر عن التسديد و لذلك جاء استغرابهم!!. تماما كما كانوا يمنون النفس بأن يوقف الاتحاد النصر و عندما لم يحدث كالوا الاتهامات له.
مباراة الهلال و النهضة طبيعية:
نعم أراها كذلك و من يقول غير ذلك فهو مخطئ و ينبغي ردعه. لم أر في النتيجة ما يدعو للريبة. و لكن الإعلام الذي دافع عن الفريقين بالقول: انظروا لنتيجة الدور الأول!!. لماذا لم يقل ذلك عن مباراة النصر و الاتحاد بدلا من لوي الحقائق و إظهارها و كأنها معجزة!!. ألم تنته مباراة الدور الأول بنفس النتيجة، تماما كمباراة الهلال و النهضة؟. ألم تكن فرص الاتحاد في الدور الأول أفضل و ظروفه أفضل من حيث الأجانب و المدرب على الأقل. من يقول بأن دخول مدرب الاتحاد بتشكيلة احتياطية هو بيع للمباراة و هو الذي فقد الأمل بالمنافسة و ليس لديه خوف من الهبوط و من حقه التركيز على البطولة الآسيوية و إراحة لاعبيه لكأس الملك، من يقول ذلك لماذا لزم الصمت عندما لعب الشباب بتشكيلة احتياطية أمام العروبة – و هذا من حقه طبعا – و لكن لماذا الكيل بمكيالين؟ لماذا يلومون رئيس الاتفاق و هم من قال (أفحش مما قال)!!. أم أن وجود النصر في الطرف الآخر يجيز لهم كل شيء – بما في ذلك الكذب و التزوير و الدخول في الذمم؟.
نقل مباراة الشعلة كان بطلب من الشعلة فقط:
السيد (جوووجل) موجود، و بإمكانكم استسقاء المعلومة من الصحف المعروفة بهلاليتها بمجرد ضغطة زر، نقل مباراة الشعلة و الهلال كان بطلب من نادي الشعلة و كان حينها مستغربا. و لا علاقة للجنة الأمنية و الإمارة بالنقل فقد كان في الموسم الذي سبقه و لم يتطرق التقرير لشيء من ذلك. و الغريب أنه بعد لعب المباراة في الملز بيوم أو يومين قال متحدث من الشعلة أنه الآن اطمئنا و سنبدأ لعب المباريات على أرضنا!!!.
نشك في من؟ في مباراة نقلت بتقرير من الدفاع المدني و ليس لها تأثير على ترتيب الدوري. و ليس فيها فريق ثالث متضرر. أم مباراة في الجولة الرابعة أو الخامسة و بطلب من النادي المنافس فقط!!. – إن كان هناك شبهة بيع مباراة كما تقولون فالمباراة الأولى أولى بالرفض أو التحقيق.
كل الاعلاميين الذين ظهروا ليقولوا بأن تقريرا أمنيا طلب نقلها للرياض: إما أنهم يستغفلون القارئ أو أنهم بحاجة للكشف الطبي!.
أقول كل هذا رغم أنني مع عدم نقل أي مباراة مهما كان المبرر و أعتبر نقل مباراة النصر للرياض خطأ و مجاملة للنصر أو لشركة عبداللطيف جميل – وهو أقرب –.
المشجع العادي لا يهمه أين ستلعب المباراة، فالأهم لديه هو تحقيق البطولة و قد تحققت قبل تلك المباراة، و الدليل عدم امتلاء الملعب و توقف الحضور عند 52 ألف مشجع!!. – الاحتفال في الملعب آخر اهتمامات المشجع خصوصا سكان مدينة الرياض و ما يعانونه من أزمات السير يومياً.

على فكرة:
– خالد الغامدي ضعيف دفاعيا و متوسط هجوميا، تميزه القتالية و يعاب عليه ضعف العكسيات، في رأيي لا يستحق أكثر من مليونين سنويا، و هذا رأيي قبل قصة ذهابه للهلال و بعد أن ترددت أنباء عن ذهابه و حتى بعد أن وقع للنصر. و لن أغير رأيي كما يفعل كتاب هلاليون قبل و بعد التوقيع مع أي لاعب.
– النصر ليس الفتح مع احترامي للفتح، ففارق الطموح و الدعم الجماهيري و التاريخ الطويل يجعل الوضع مختلفاً و لا عزاء لمن ينتظر سقوط النصر في الموسم القادم. بل إن الثقة أكبر و الطموح أكبر و ربما يكون وضع النصر افضل مع استبدال دلهوم والحوسني و ارتفاع مستوى الشهري و ايلتون نظير – فما يمتلكانه أكبر مما قدماه – ، و الأهم أن يبقى الدافع و الروح كما هو لدى كارينيو – العنزي – السهلاوي – شايع، ليكملوا منظومة الفريق مع أصحاب المستويات الثابتة: محمد حسين – حسين عبدالغني – ابراهيم غالب.
– غياب الهلاليين عن التتويج رغم وجودهم في الرياض و تواجد العديد من اعضاء مجلس الادارة في المدينة، و تبريرهم الغياب بانشغالهم بمباراة الفتح، رغم أن المباراة لا تشكل لهم أي أهمية، غير مقبول، و ليس له أي تفسير سوى أنهم لم يتحملوا رؤية النصراويين يستلمون الذهب و يتركون لهم الفضة!! و هذه إحدى النقاط التي تبين أن الهلال بدأ يحس بالعجز عدم الثقة. هذا يضاف للدلائل التي قبله من حيث اتجاه ادارته و مدربه للحديث خارج الملعب عن النصر. و الأكثر بؤسا: عندما يقوم المدرب سامي الجابر باستجداء ايقاف النصر من لاعبي الشباب و الاتحاد منذ الجولة الثالثة و العشرين، و ترديدهم عبارة: أنتم فرق كبيرة و قادرون على الفوز على النصر!! بل و صرف وقت المؤتمر الصحفي الخاص بمباراة فريقه مع الشعلة بالحديث عن مباراة النصر والاتحاد و طلبه من لاعبي الاتحاد إيقاف النصر – ست دقائق من تسع دقائق و نصف كانت عن النصر و الاتحاد!!.
– أنا ضد نقل أي مباراة: و لكن لست مع من جعلها قضية القضايا. و كأننا لم نشاهد في هذا الموسم كوارث أكبر تم تمريرها بسبب اختلاف البطل.
– شكرا ياسر القحطاني: فقليل من افراد المعسكرين( إداريين و لاعبين و اعلاميين ) من يقول كلمة الحق خوفا من ردة الفعل، حتى لو كان يؤمن بها تمام الإيمان. ياسر قال قبل اسبوعين: بطولة الدوري مستحقة للنصر لأنه الأميز هذا الموسم، و عاد هذا الاسبوع ليقول من حق النصر أن يحتفل بمباراته على أرضه. اتفق معه في الأولى و اختلف في الثانية رغم أنني غير مطلع على أنظمة فيفا و غير متابع لما يدور في الدوريات الأوروبية.
– الإيقاف عن الكتابة ربما لا يفيد مع بعض الاسماء، فالوقت أحيانا لا يكون كفيلاً بحل بعض المشكلات. و ربما العرض على طبيب نفسي يكون أفضل. كثير مما أشاهده على شاشات القنوات و صفحات الجرائد يتعدى أن يقال عنه تعصب أو كذب.

دمتم بخير و الوطن بخير ،،،
ظافر الودعاني.

13