أن تخسر مباراة واحدة في دوري طويل تتصدر ترتيبه بفارق ست نقاط عن صاحب المركز الثاني، وتخسر في مباراة أخرى تخرجك من بطولة كأس الملك في وقت أحرزت فيه أولى بطولات الموسم ومرشح كبير لضم لقب الدوري له فهذا أمر ليس سيئا؛ خسارتان مما يقارب 30 مباراة هي محصلة ممتازة خصوصا أنها توجت بلقب وقادت للاقتراب من لقب البطولة الكبرى، أتفهم أن نصر 2014 قدم مستويات كبيرة، واستحق بطولة كأس ولي العهد وهو الأحق بالدوري الذي بات الإعلان الرسمي عن تتويجه مسألة وقت، لكن الفوز بجميع البطولات ليس أمرا يسيرا، والمنافسون تؤرقهم قضية الخروج من الموسم دون تسجيل أسمائهم في سجل الشرف، ويواجهون ضغوطا جماهيرية لا مثيل لها؛ وستكون لمواجهة الهلال والشباب في ربع نهائي كأس الملك أهمية بالغة للطرفين لإنقاذ الموسم وإرضاء جماهيرهم التي اعتادت على البطولات في السنوات الماضية.
أظن أن خسارة مباراة أو اثنتين ينتج عن إحداها الخروج من بطولة ليست كارثة، غير أن ما قدمه النصر أمام الهلال في الدوري وضد الشباب ليلة الأحد لم يرقَ لطموح جماهير “الأصفر”، ولا بد هنا من الإشادة بالشباب الذي عاد بثلاث نقاط من الاستقلال في دوري أبطال آسيا، وأكمل حضوره بالتأهل لربع نهائي كأس الملك، ربما كان النصر بحاجة لهزيمة في الدوري تعيد حساباته وتبث الحراك في أجهزته الفنية والإدارية واللاعبين بعد الانخفاض الواضح في أداء المجموعة؛ على الرغم من الانتصارات الأخيرة التي كانت تتحقق بصعوبة بالغة، الجماهير تتقبل الخسارة حين يظهر بأداء فني ولياقي جيد، وتكون الروح المعنوية في أعلى درجاتها، والهزيمتان المتتاليتان تؤكدان إلى أن مؤشر النصر سلبي، والوقوف على مسبباتها الداخلية ومعالجتها ضرورة ملحة.
حين فقد النصر فرصة حسم الدوري في الجولة 23 بخسارته من الهلال لم يكن “العالمي” في أفضل حالاته، لكن ترسبات فوزه مرتين على غريمه التقليدي هذا الموسم والشعور بانتهاء سباق الدوري وضع اللاعبين في حالة من ضعف المردود لا تليق بفريق بطل، واعتبرت تلك الخسارة كبوة جواد ستكون دافعة له لمراجعة الحسابات في المراحل المتبقية جاءت مواجهة الشباب لتضع علامات استفهام حول العمل الفني والإداري في فترة التوقف، لياقة اللاعبين ضعيفة، أخطاء في اختيار العناصر الأساسية وطريقة اللعب والتغييرات، عدم قناعة المدرب بأهمية النجم محمد نور تمثل مشكلة، وإداريا تبقى الإجازات التي تمنح للاعبين في وقت حصاد لا يحتمل أي غياب يؤكد أن هناك خللا لا بد من التنبه له قبل فوات الأوان.
كارينيو أفضل مدرب في الدوري السعودي؛ صنع فريقا قويا وقاده لنتائج رائعة وسط مسار تصاعدي حتى الجولات الأخيرة، ما الذي تغير؟!، فتواجد المهاجم الشبابي في مواجهة العنزي مرات عدة أمر غير لائق، النصر كان يتفوق بالمحليين فقط؛ لكن حين يتعرضون اليوم لهبوط في الأداء وسط غياب الفائدة من الأجنبي ماذا يمكن أن يحدث؟!.
مقال للكاتب عبدالله الفرج -الرياض