ارتبط اسم جوزيف جوبلز وزير الدعاية السياسية للرئيس الألماني النازي أدولف هتلر بالكذب، كيف لا وهو صاحب المقولة الشهيرة «اكذب حتى يصدقك الناس» فهذه المقولة هي إحدى أشهر المقولات التي تم تداولها عبر التاريخ، إلا أن «جوبلز» أيضا أطلق مقولة أكثر أهمية من تلك العبارة التي لاقت رواجا على المستوى العالمي، حيث قال ذات مرة «اعطني إعلاميين بلا ضمير … أعطك شعبا بلا وعي» وما بين الضمير والإعلام تجاذبات أتعبت أهل الإعلام قبل أن تتعب المتلقي، الذي بات أكثر وعيا مما يطرح في وسائل الإعلام المختلفة، من قبل بعض الإعلاميين الذين تختلف توجهاتهم واتجاهاتهم باختلاف الظروف التي أصبحت للأسف الشديد هي المحرك الرئيسي لتوجه أي إعلامي تخلى عن ضميره لسبب أو لآخر، وبما أنني ابن هذا الوسط يعتقد البعض أنه من الواجب علي أن أرتدي ثوب المنافح والمدافع عن الإعلام وأهله، ولكنني بذلك لن أبتعد كثيرا عن فكر «جوبلز» في مقولته الأولى، فما يحدث في وسطنا الإعلامي الرياضي تحديدا يدعونا للشفقة على حالنا كإعلاميين، قبل تندر المتلقي بنا وبما وصل له حال إعلامنا الرياضي، فما نشاهده من ظواهر سلبية في إعلامنا الرياضي وتناميها أجبر الكثير من أبناء مهنتنا على الابتعاد القسري عن المجال حفاظا على ما تبقى لهم من تقدير واحترام لدى أسرهم والمجتمع المحيط بهم، فيما هناك مجموعة أخرى، وإن قل عددها، إلا أنها مازالت ثابتة على مواقفها وتتعامل مع الإعلام من منطلق الضمير الحي الذي يعتقدون جازمين أنه تاج يتقلدونه دون اكتراث بالضغوطات التي تواجههم صباح مساء، فيما هناك نفر من الإعلاميين غارقون في وحل التعصب والتخندق وتنفيذ الأجندة المعلنة وغير المعلنة، وهذا النوع تحديدا من الإعلاميين وإن سمحت لهم الظروف بأن يكونوا في سدة الإعلام حاليا، إلا أنهم خسروا كل شيء بدءا من خسارتهم لاحترام الناس لهم وانتهاء بقناعتهم التامة أن ما يقومون به لا يخرج عن إطار التبعية التي تشعرهم بالكثير من الدونية، حتى وإن حاولوا التظاهر بغير ذلك، لأنهم باختصار شديد هم أشبه ما يكونون بـ«إعلام يكسر بعضه» بغية الوصول إلى أهداف وقتية سيعرفون لاحقا أنهم كانوا على خطأ كبير عندما بحثوا عن تحقيقها، ولكن معرفتهم لهذه الحقيقة المرة لن تتم إلا بعد فوات الأوان، وانغلاق جميع طرق تصحيح المسار في وجوههم، وحينئذ لن ينفع النادمين ندمهم.
ومضات:
– فاز منتخبنا على إندونيسيا وتأهل للنهائيات الآسيوية بكل جدارة واستحقاق، وإعلامنا مشغول بغياب عبدالله العنزي عن المنتخب وبرخصة سامي الجابر التدريبية.
– لجنة الاحتراف بقيادة عبدالله البرقان هي الوجه الجميل لاتحاد الكرة الحالي، ماعدا ذلك مازالت الاجتهادات هي سيدة الموقف في هذا الاتحاد المهزوز حتى الآن.
– تداخل المسابقات يقتل جمالية المنافسة ويصيب المتابع الرياضي بالتشتت، فمتى تنتهي هذه التداخلات ويتم التعامل مع مسابقاتنا باحترافية بدلا من هذه العشوائية الطاغية.
مقالة للكاتب سالم الاحمدي عن جريدة عكاظ